وأعتقد أن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو بضع وسبعون شعبة، أعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق.
هذا شروع في مبحث الإيمان، ولقد تكرر ذكره في القرآن في مواضع كثيرة، ومدح الله أهله ووعدهم بالجنة والثواب العظيم.
والإيمان مرتبة من مراتب الدين؛ لأن الدين ثلاث مراتب؛ كما في حديث جبريل: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
فالإسلام: يتكون من خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، هذه من الأفعال الظاهرة.
والإيمان يتكون من ستة أركان بينها النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» ، ولا بد من اجتماعهما في العبد، أي: لا بد من اجتماع الإيمان والإسلام في العبد، فيكون مسلما مؤمنا، مسلما في ظاهره يؤدي أركان الإسلام، ومؤمنا في باطنه يؤمن بهذه الأركان الستة، فلا يكون مسلما فقط، وليس عنده إيمان، فهذا شأن المنافقين الذين يظهرون الإسلام في الظاهر، فيصلون ويصومون ويقولون: لا إله إلا الله، ويحجون، ولكن ليس عندهم إيمان في القلب: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: 167] ، وهؤلاء في الدرك الأسفل من النار، وكذلك