وهمز وصل من كآلله أذن ... أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن
أي ومما يلحق بهذا الباب ما إذا وقعت همزة الاستفهام سابقة على همزة الوصل المفتوحة نحو «آلله أذن لكم» ووقع في ثلاث كلم في ستة مواضع «آلذكرين» (?) كلاهما في الأنعام «آلآن» الحرفان كلاهما في يونس «آلله أذن لكم» (?) فيها «وآلله خير» (?) في النمل، فاتفق القراء على تسهيل الهمزة واختلفوا في كيفيته فأكثرهم على جعلها ألفا خالصة والآخرون على جعلها بين بين، فإذا أبدلت مدت لالتقاء الساكنين وإذا سهلت قصرت قوله: (أبدل) أي أبدل همزة الوصل يعني ألفا لانفتاح ما قبلها قوله: (لكل) أي لكل القراء، وإنما نص على القصر مع التسهيل بقوله واقصرن، ليعلم أنه لا يجوز المد لأحد بين الهمزتين في ذلك، ولم يحتج إلى التنبيه على المد مع البدل لأن ذلك عرف من باب المد لالتقاء الساكنين.
كذا به السّحر (ث) نا (ح) ز والبدل ... والفصل من نحوء آمنتم خطل
يعني هذا الحكم في قوله تعالى «ما جئتم به السحر» في يونس يريد الإبدال والتسهيل على ما تقدم، قرأ به أبو جعفر وأبو عمرو وقوله والبدل: أي إبدال الهمزة الثانية المفتوحة لمن تقدم له ذلك يريد وجه الأزرق عن ورش فيما اجتمع فيه ثلاث همزات يعني «آمنتم» الثلاثة و «آلهتنا» خطا لا يجوز، فكل من أبدل نحو «ء أنذرتهم» عنه استثنى هذا للاشتباه بالخبر ووهم من عمم الحكم فيه، وقصر في الشاطبية حيث لم ينبه على ذلك، وقد نبه على ذلك صاحب التيسير كما نبه عليه في سائر كتبه قوله: (والفصل) أي وكذلك الفصل بين الهمزتين بالمد لمن تقدم له الفصل فيه بقوله:
والمد قبل الفتح والكسر حجر الخ، وعبر بقوله نحو «ليدخلء آلهتنا» في الزخرف قوله خطل خبر البدل والفصل، والخطل يقال على الخطأ في القول وهو الأصل المنطق الفاسد قوله: (حز) أي اجمع وضم، أمر يجوز الثناء: أي لا شيء عند ذوي العقل أفضل من حيازة الثناء وإنما يحاز بمكارم الأخلاق.