لا عن منوّن ولا السّاكن صح ... بكلمة أو همز وصل في الأصح
هو مستثنى مما وقع فيه حرف المد بعد الهمز وهو ما لم يكن حرف المد مبدلا فيه عن تنوين نحو «ماء، ولؤلؤا، ودعاء» وهذا مما أهمله الشاطبي رحمه الله ولا بد من استثنائه، وكذلك استثناء ما وقع الهمز فيه بعد ساكن صحيح في كلمة واحدة نحو «قرآن، ومسئولا» واحترز بقوله: بكلمة عما إذا كانا من كلمتين نحو «من آمن، قل أوحى» وكذلك «الآخرة، والإيمان» وإن كان في صورة كلمة ويحقق ذلك تمثيله في البيت المتقدم بالآن واستثناؤه الآن فاعلم ذلك، وكذلك استثنى له أكثر الأئمة ما وقع بعد همز الوصل من ذلك في حالة الابتداء نحو «اؤتمن، ائت بقرآن» ولذلك قال في الأصح، وأتى بأو ليفصل ما أجمع عليه مما اختلف فيه؛ على أن الشاطبي رحمه الله لم يحك فيه خلافا، والخلاف فيه ثابت نص عليه في الهادي والتبصرة والكافي، وقوله: في الأصح: أي الذي نص الجمهور عليه كالداني والطبري والشاطبي، وظاهر كلام الأكثرين.
وامنع يؤاخذ وبعادا الأولى ... خلف وآلآن وإسرائيلا
أي وكذلك استثنوا من حروف المد الحرف الواقع بعد الهمز المغير في كلمة يؤاخذ حيث وقعت وهو مما لا خلاف فيه، وذكر الشاطبي الخلاف فيه مما يستدرك عليه فقد نص على الاتفاق عليه الداني وغيره ولذا أتى بلفظ امنع لنفي الخلاف فيه قوله: (وبعادا الأولى خلف) أي أن رواة المد المتوسط والطول، اختلفوا في عادا الأولى والآن، وهو مما وقع الهمز فيه بعد حرف المد مغيرا وفي إسرائيل وهو مما الهمز فيه محقق؛ على أن الشاطبي استثنى يا إسرائيل بلا خلاف، والصواب إثبات الخلاف فيه فقد نص على مده صاحب الهادي وصاحب الهداية وصاحب العنوان وصاحب الكافي وغيرهم قوله: (وآلآن) يعني آلآن في حرفي يونس وهما «آلآن وقد كنتم، آلآن وقد عصيت قبل» قوله: (وإسرائيل) يعني كلمة إسرائيل في جميع القرآن.
وحرفي اللّين قبيل همزة ... عنه امددن ووسّطن بكلمة
حرفا اللين هما الياء الساكنة المفتوح ما قبلها الواو الساكنة المفتوح ما قبلها أيضا كما تقدم في صفات الحروف. والحاصل من معنى البيت أن حرفي اللين إذا