ونؤته، ويؤده» قوله: (خلف) أي خلاف ابن عامر وهذه طريقة الناظم تبعا للشاطبي رحمة الله عليه أنه إذا ذكر خلفا وأطلقه فإنه يعود على من تقدم خاصة فحينئذ يفهم من هذا الخلف لابن عامر القصر وضده الإشباع، وقد تقدم هشام في إسكان الهاء فيهن ويبقى ضده مسكوتا عنه، فلما ذكر لابن عامر القصر بخلاف علم من ذلك أن لابن ذكوان وجهين وهما القصر والإشباع وكذلك هما لهشام إلا أنه قد تقدم أن له الإسكان فيصير له ثلاثة أوجه، وأما يعقوب وقالون فلهما القصر، وأما أبو جعفر فلما تقدم له الإسكان بخلاف وذكره هنا فيمن قصر علم أن له وجهين وهما الإسكان مما تقدم والقصر هنا، فتأمل ذلك فإنه موضع يعلم قدره ذوو الأذهان اللطيفة قوله: (ظبا) جمع ظبة: وهي حد السيف والأسنة.
وقوله ظلم جمع ظلمة: وهو خلاف النور كأنه يشير إلى غموض ذلك على من لا يعرفه وسيأتي تتمته أول البيت.
(ب) ل (ع) د وخلفا (ك) م (ذ) كا وسكّنا ... (خ) ف (ل) وم قوم خلفهم (ص) عب (ح) نا
قوله: (ويتقه الخ) عطف على القصر: أي قرأ بقصر الهاء من قوله تعالى «يخش الله ويتقه فإولئك هم» وهو في النور يعقوب كما علم من آخر البيت السابق وقالون
وحفص، واختلف عن ابن عامر وابن جماز، فروى لهما القصر جماعة من أهل الأداء، وروى الآخرون عنهم الصلة كغيرهم على ما نذكره وأسكن الهاء منه عيسى ابن وردان وهشام خلاد بخلاف عنهم وشعبة وأبو عمرو بلا خلاف عنهما. والوجه الثاني عن عيسى وهشام وخلاد وهو الصلة الذي هو الإشباع لأنه تقدم ذكر قصر الهاء فتعين الثالث الذي هو الصلة، ولكن لما تقدم الخلاف عن ابن عامر في القصر ودخل هشام عنه في ذلك ذكر لهشام الخلاف في الإسكان مع من سكن فيكون له ثلاثة أوجه: القصر والإشباع الذي هو الصلة والإسكان والباقون بالإشباع وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة والكسائي وخلف في اختياره، وكذلك ابن ذكوان في الوجه الثاني وابن جماز وعيسى وخلاد في وجههم الثاني وهشام في وجهه الثالث، وأسكن القاف منه حفص كما سيأتي، تقدم له قصر الهاء فيكون أربعة أوجه، وقوله بل حرف إضراب وعد من العود: أي عد من ظلمة غموضه إلى ضياء وضوحه قوله: (حنا) أي عوج، يقال حنا ظهره والعود إذا قوسه؛ والمعنى أنه حذر من لوم جماعة بهذه الصفة.