الأحوال كما سننبه عليه قريبا إن شاء الله تعالى قوله: (وحاذرا) أي احذر من تفخيم الألف وذلك مهم يجب التنبيه عليه، فإن ذلك قد فشا كثيرا وأخذ عن العجم تقليدا وذلك لا يجوز، والألف حرف هواء لا توصف بتفخيم ولا ترقيق بل تبع لما قبله إن كان مفخما فخم، وإن كان مرققا رقق، خلافا لمن أطلق ترقيقه وإن كان قبله حرف تفخيم.

كهمز الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا

وهذا أمثلة مما يتحفظ بترقيقه من حيث إن اللسان ربما سبق إلى تفخيمه وهو سر ما سرقته الطباع من العجم والنبط؛ مثل الهمز في الحمد لله إذا ابتدأ بها وكذلك من أعوذ بالله واهدنا حالة الابتداء وكذا الله، والتحفظ فيه آكد لوجود اللام المفخمة بعده، وكذلك ينبغي أن يتحفظ بترقيق اللام من لله ولنا، وكل ذلك مما تحكمه المشافهة وتسهله الرياضة.

وليتلطّف وعلى الله ولا الض ... والميم من مخمصة ومن مرض

أي وكذلك يجب التحفظ بترقيق اللام من قوله: «وليتلطف» (?) أعني اللام بعد التاء، فإن الطاء بعده لقوته وشدة تفخيمه يجذب اللسان إلى تفخيمه، وما ذكره بعض المغاربة من تفخيمه لورش فخطأ كما نبه عليه في النشر. ورأيت في النوم سنة تسعين وسبعمائة وأنا أقرأ في النوم سورة الكهف، فلما وصلت إلى هذه الكلمة فإذا شخص يلفظها إلى مرققة في غاية اللطف وكأنه يقول قل هكذا، وكذا يجب ترقيق اللام الأولى من «وعلى الله» (?) ومن «ولا الضالين» (?) لأن تفخيم الحرف بعده يجذبه إلى التفخيم، وكذلك يتحفظ بترقيق الميمين من «مخمصة» (?) لأن الأولى بعدها خاء والثانية صاد وكلاهما حرف تفخيم وكذلك الميم من مرض يتحفظ بترقيقها، فإن كثيرا من القراء لا يكادون يأتون بها إلا مفخمة بسبب تفخيم الراء وذلك خطأ فاحش.

وباء بسم باطل وبرق ... وحاء حصحص أحطت الحقّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015