والحافظ أبو العلا وأشار إليه الشاطبي والداني في الجامع، وتظهر المذاهب الثلاثة من كلام الناظم شكر الله سعيه ونفع بعلومه.
وهاء تأنيث وميم الجمع مع ... عارض تحريك كلاهما امتنع
هاء منصوب بنزع الخافض، والمراد بهاء التأنيث الهاء التي تلحق الأسماء وقفا بدلا من التاء نحو «الجنة، ورحمة، والملائكة» قوله: (وميم الجمع) يعني في قراءة من ضمها ووصلها بواو، وقوله عارض تحريك، يعني الحركة العارضة إما بالتقاء الساكنين نحو «قم الليل، ولقد استهزئ» أو بالنقل نحو «من إستبرق، وقل أوحى» قوله: (كلاهما امتنع) أي الروم والإشمام ممتنعان في الوقف بهاء التأنيث وميم الجمع والحركة العارضة.
أصل الرسم الأثر، ومعنى مرسوم الخط: ما أثره الخط: أي خط المصاحف العثمانية التي كتبت زمن عثمان رضي الله عنه بإجماع الصحابة؛ وهو على قسمين: قياسي، واصطلاحي؛ فالأول ما طابق فيه الخط اللفظ، والثاني ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو فصل أو وصل بقوانين وأصول كما هو مذكور في كتب العربية، وأغلب خط المصحف موافق تلك القوانين إلا أنه جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها: منها ما عرفت علته، ومنها ما خفيت، وللعلماء في ذلك كتب كثيرة مشهورة، وأجمع علماؤنا على لزوم اتباع مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه، فيوقف على الكلمة كما رسمت خطا باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات وغير ذلك من قطع ووصل، فما كتبت من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما، وما كتبت مفصولة جاز على كل منهما وإلى ذلك أشار بقوله: وقف لكل إلى آخره.
وقف لكلّ باتّباع ما رسم ... حذفا ثبوتا اتّصالا في الكلم
أمر بالوقف لجميع القراء على وقف ما رسم في خط المصحف من الحذف والإثبات والاتصال والانفصال وغير ذلك قوله: (حذفا) نحو «حاش لله، إنه وبه» قوله: (ثبوتا) نحو «كتابيه، وحسابيه» قوله: (اتصالا) نحو «إنما، فيما، وكيلا» والكلم: جمع كلمة.