أحاديث صحيحة في أذكار الصباح والمساء

هناك أحاديث أخرى كذلك صحت في أذكار الصباح والمساء، منها: ما أخرجه مسلم ولعله سبق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحداً قال مثلما قال أو زاد عليه).

وعند أبي داود والنسائي والترمذي بسند صحيح من حديث عبد الله بن خبيب قال: (خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فلما أدركه ابن خبيب قال النبي صلى الله عليه وسلم له: قل، قال ابن خبيب: فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، قال: فلم أقل شيئاً، قال: قل، قلت: يا رسول الله! ما أقول؟ قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1])، ليس على مذهب معمر القذافي الذي ألغى من كتاب الله عز وجل لفظ: (قل) قال: لأن الأمر موجه للنبي عليه الصلاة والسلام.

وليس هناك حيوانات تجتهد إلا معمر القذافي وصدام حسين أو غيرهما.

(قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء).

إما أن يقرأ (قل هو الله أحد) ثلاث مرات متتاليات، ثم (الفلق) ثلاث مرات متتاليات ثم (الناس) كذلك، وإما أن يقرأ (قل هو الله أحد) ثم (قل أعوذ برب الفلق)، ثم (قل أعوذ برب الناس)، وهذا أولى، ثم يعيد هذه السور الثلاث مرة ثانية وثالثة.

إذا فعل العبد ذلك كفاه الله عز وجل شر يومه إلى المساء، وإذا قالها في المساء كفاه شر ليله حتى الصباح والناظر في كتب الأذكار إما في الصحيحين أو في كتب السنن، وإما في الكتب التي صنفت في الأذكار خاصة؛ يعلم أن حياة المسلم كلها ذكر لله عز وجل، فالشرع ما تركك قط بغير ذلك، لا في يقظتك وقومتك، ولا في نومك ولا في صباحك ولا في مسائك، ولا في صلاتك ولا في سائر عبادتك، حتى في أفعالك العادية التي تفعلها من باب العادة فيسن لك في كثير منها الدعاء، فطاعة تسلمك إلى طاعة، لتجد نفسك في النهاية ذاكراً لله تبارك وتعالى في كل أوقاتك وأحايينك.

والنبي عليه الصلاة والسلام كان دائماً مسبحاً وذاكراً لله عز وجل، حتى قال: (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة) وقال أبو هريرة: (وإنا لنعد عليه -عليه الصلاة والسلام- في المجلس الواحد مائة تسبيحة أو مائة استغفار).

وذكر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه: (إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت).

يعني: لا حول لنا ولا قوة في حياتنا ومماتنا، كلنا لله عز وجل، وكلنا في قبضة الملك تبارك وتعالى، اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، لا يمكن لنا أن نصبح إلا بك، ولا نمسي إلا بك، ولا غنى لنا عنك طرفة عين، فصباحنا ومساؤنا بك.

وهذا توكل كامل على الله عز وجل في الحياة والموت؛ ولذلك يسن لك إذا نمت أن تنام على خدك الأيمن وعلى جنبك الأيمن وتقول: (باسمك اللهم أموت وأحيا) يعني: أنام على اسم الله عز وجل، ولا يمكن أن أقوم من نومتي إلا بإذن الله عز وجل، وعلى اسم الله عز وجل.

قال: (وإليك النشور).

أي: البعث من هذا النوم الذي هو الموتة الصغرى، فشبه أهل العلم النوم بالموت، واليقظة بالبعث، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: (إنكم تموتون كما تنامون وتبعثون كما تستيقظون) فشبه هذا بذاك، عندما الشخص يصحو يقول: (اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا)، وإذا أمسى قال: (اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا)، وإذا كان في الصباح قال: (وإليك النشور)، الذي هو البعث والانتشار، وإذا كان في المساء قال في نهاية الدعاء: (وإليك المصير)، أي: نحن عائدون إليك، وصائرون إليك، وراجعون إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015