Q ما حكم الصلاة خلف الإمام السريع في صلاته نقراً بحجة أن العمال يريدون هذا، علماً بأننا لا نقرأ الفاتحة في بعض الركعات؟
صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة باطلة، وقد جاء في حديث المسيء صلاته أنه دخل ونقر الصلاة نقراً ثم أتى فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: (وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل).
لأنه كان لا يطمئن في ركوعه ولا سجوده ولا قراءته، فالذي يصلي سريعاً جداً لدرجة أن بعض المأمومين لا يتمكنون من قراءة الفاتحة خلفه فضلاً عن السورة، فهذا بلا شك مسيء صلاته.
يعني: أن صلاته سيئة إلى أقصى حد، ولا أظن أن مسيء الصلاة الوارد في النص قد بلغ هذا المبلغ، وأنتم تعلمون أن الاطمئنان ركن في كل ركن.
يعني: الاطمئنان ركن في القيام، وفي القراءة، وفي السجود، وفي الركوع، فإذا خالف المصلي في ركن متعمداً بطلت صلاته، وهذا قد خالف في ركن الاطمئنان، وهو ما يسمى المصلي السريع.
ونحن في بلادنا رجل كبير جداً عمره فوق (90) سنة، وقد كان جدي يصلي خلفه، وقد مات، وأبي سيموت، وأنا سأموت، والرجل لا يزال يعيش، وهو الذي يصلي بالناس إلى اليوم، وقد انحنى ظهره في زاوية (45)، وقد زارني صاحب مرة فلم يجدني في البيت فقال: ما دام العصر قريباً فسأذهب أصلي في المسجد، فذهب وصلى هناك، ولما رجع وجدني، فقلت له: أين صليت؟ قال لي: في المسجد الكبير.
قلت له: أنت صليت خلف الرجل الفلاني؟ قال: نعم.
ثم قال: لقد قلت لما تقدم هذا الرجل: إن أكملنا الصلاة قبل المغرب فهذا جيد وإذ بالرجل يخيب أملي فيه تماماً وينقر الأربع الركعات في صلاة العصر في أقل من دقيقتين.
قال: لقد أدهشني هذا الرجل بلياقته البدنية الهائلة، والناس كلها مبرمجة عليها، فبعد الصلاة قلت لهم: يا ناس! صلاة الرجل هذا غير صحيحة، فوافقني بعض الشباب، فقلت لهم: نقيم ونصلي صلاة ثانية، ولكن هؤلاء الشباب مبرمجين على هذا الرجل، فعندما أسجد أو أرفع من الركوع يسبقوني؛ لأنهم مبرمجين على هذا الرجل.
يعني: لما يرفع من الركوع يسمع بعضهم قد وصل إلى الأرض، ولما يسجد يلاحظ بطرفه بعضهم قد سجدوا قبله؛ لأنهم تبرمجوا على صلاة هذا الأول، والأصل في الصلاة المتابعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما جعل الإمام ليؤتم به).