ولا يسمع إن أخفينا) قد أخطأ فى قياسه؛ لأنه شبه الله تعالى بخلقه الذين يسمعون الجهر، ولا يسمعون السر، والذى قال: (إن كان يسمع إن جهرنا، فإنه يسمع إن أخفينا) أصاب فى قياسه حين لم يشبه الله بالمخلوقين، ونزهه عن مماثلتهم. فإن قيل: فإن كان أصاب فى قياسه، فكيف جعله النبى (صلى الله عليه وسلم) من جملة الذين شهد لهم بقلة الفقة. قيل له: لما لم يعتقد حقيقة ما قال:، وشك فيه، ولم يقطع على سمع الله تعالى بقوله: إن كان يسمع، لم يحكم له النبى (صلى الله عليه وسلم) بالفقه، وسوى بينهم فى أنه قليل فقه قلوبهم.
وَأَنَّ حَدَثَهُ لا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11] . وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لا تَكَلَّمُوا فِى الصَّلاةِ) . / 140 - فيه: ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ، تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ. / 141 - وَقَالَ مرة: كِتَابُكُمِ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّكُمْ أَحْدَثُ الأخْبَارِ بِاللَّهِ.