روى ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن هشام بن أبى عبد الله عن يحى بن أبى كثير، عن عبد الله بن أبى قتادة، عن أبيه (أن رسول الله نهى أن يعطى الرجل بشماله شيئًا أو يأخذ شيئًا) .
فيه: أنس: أن خياطاً دعا النبي - عليه السلام - لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله [فرأيته] يتبع الدباء من حوَالَي القصعة فلم أزل أحب الدباء من يومئذ. هذا الحديث يفسر قوله عليه السلام في حديث عمر بن أبي سلمة: كل مما يليك ويدل عل أن المراد بذلك إذا كان يأكل مع غير عياله ومن يتقذر جولان يده في الطعام، فأما إذا أكل مع أهله ومن لا مؤنة عليه منهم من خالص إخوانه فلا بأس أن تجول يده في الطعام استدلالا بهذا الحديث، وإنما جالت يده عليه السلام في الطعام؛ لأنه علم أن أحداً لا يتكره ذلك ولا يتقززه منه؛ بل كل مؤمن ينبغي له أن يتبرك بريقه وما مسَّه بيده، ألا ترى أنهم كانوا يتبادرون إلى نخامته فيتدلكون بها، فكذلك من لم تتقزز مؤاكلته [له] أن تجول يده في الصفحة، والله أعلم.
وقول أنس: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ فيه الحرص على التشبه بالصالحين والاقتداء بأهل الخير في مطاعمهم، واقتفاء آثارهم في جميع أحوالهم تبركاً بذلك.