قال المؤلف: أما قوله: (والذى نفسى بيده) و (لا ومقلب القلوب) فهذه أيمان النبى - عليه السلام - فالسنة أن يحلف بهما وبما شابههما من أسماء الله وصفاته - تعالى - وقد قال عليه السلام: (من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) . وأجمع العلماء أنه من حلف فقال: والله أو بالله أو تالله أن عليه الكفارة؛ لأن الواو والباء والتاء هى حروف القسم عند العرب، والواو والباء يدخلان على كل محلوف به، ولا تدخل الفاء إلا على الله وحده. وقولهم: (لا ها الله) أصله لا والله، حذف حرف القسم وعوض منه (ها) التى للتنبيه، فصار واو القسم خافضًا مضمرًا مثله مظهرًا، غير أنه لا يجوز أن يظهر مع ما هو عوض منه. وأجمعوا أنه من حلف باسم من أسماء الله - تعالى - أن عليه الكفارة واختلفوا فيمن حلف بصفاته، وسيأتى ذلك فى بابه - إن شاء الله. واحتج من أوجب الكفارة فى الأيمان بالصفات كلها بحديث ابن عمر (أن النبى - عليه السلام - كانت يمينه لا ومقلب القلوب) ، وصفاته تعالى كلها منه، وليس شىء مخلوق. وقوله: (خباء أو أخباء) : فالمعروف فى جمع خباء أخبية، وكذلك تجمع فعال وفعيل فى القليل على أفعلة، كمثال وأمثلة، وسقاء وأسقية، ورغيف وأرغفة، وقد جمع فعيل على أفعال كيتيم وأيتام، وشريف وأشراف، ويمين وأيمان، وهذا قياس خباء وأخباء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015