وقوله: (ما مست حريرة ألين من كف رسول الله) . فهذا يدل على كمال فضائل رسول الله خَلْقًا وخُلقًا، وأما طيب رائحته فإنما طيبها الله لمباشرته الملائكة ومناجاته لهم، وقول ابن عباس: (إن النبى، عليه السلام، ما صام شهرًا كاملا قط غير رمضان) ، يشهد لحديث أبى النضر عن أبى سلمة، عن عائشة بالصحة، وهما مبيِّنان لرواية يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة، عن عائشة (أنه عليه السلام كان يصوم شعبان كله) ، أن المراد بذلك أكثره على ما جاء فى حديث محمد بن إبراهيم، وابن أبى لبيد جميعًا عن أبى سلمة المذكورين فى الباب قبل هذا.

50 - باب حَقِّ الضَّيْفِ فِى الصَّوْمِ

/ 63 - فيه: عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: (دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ. . .) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلىَ قوله: (إِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. . .) إِلى آخره. وقد جاء عن النبى، عليه السلام، إكرام الضيف وبره، وذلك من سنن المرسلين، ألا ترى ما صنع إبراهيم بضيفه حين جاءهم بعجل سمين، وقال عليه السلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) ، ومن إكرام الضيف أن تأكل معه، ولا توحشه بأن يأكل وحده، وهو معنى قوله عليه السلام: (إن لضيفك عليك حقًا) ، يريد أن تطعمه أفضل ما عندك، وتأكل معه، ألا ترى أن أبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015