وأما بالنسبة للشروح، فعندنا فتح الباري إن تيسر البولاقية سنة "ألف وثلاث مائة " فهيا أفضل، وإن لم تتيسر فالسلفية الأولى بعد تصحيح جدول الخطأ والصواب، السلفية الأولى "ألف وثلاث مائة وثمانين، تسعة وسبعين" وما بعدها فهذه أيضا جيدة إذا صححت، وإلا فيها أخطاء لوحظت في أخر كل مجلد ذكر جدول الخطأ والصواب، فإذا صحح مع أنه لا يستغني على البولاقية، يحصل أخطاء وإشكالات في الطبعة السلفية إذا رجعنا إلى البولاقية انحل الإشكال.

هناك طبعات جديدة في فتح الباري كثيرة، يعني طبعة دار السلام، وطبعة طيبة، وطبعات كثيرة لكن البولاقية لا يعدلها شي، يليها في الدرجة الثانية السلفية الأولى، والطبعات الثانية لا تخلوا من فائدة وعليها تعليقات وتنبيهات تفيد طالب العلم.

عمدة القاري طبعة المنيرية جيدة في خمسة وعشرين جزء، أما بالنسبة لإرشاد الساري قلنا أنه طبع في بولاق سبع مرات، أربع منها مجردة - يعني ما عليها حاشية -، ثم الطبعة الخامسة بهامشه شرح النووي على مسلم، وكذلك السادسة، والسابعة، ثم طبع القسطلاني في الميمنية وعلى هامشه شرح النووي على مسلم، ثم طبع بعد ذلك المطبعة الميمنية وعلى هامشه النووي على مسلم، وشرح الشيخ زكريا الأنصاري في اثني عشر مجلد، وطبعاته كلها جيدة لكن السابعة أسهل في التعامل - يعني ورقها جيد -، يعني سهل التعامل أما الطبعات الأولى أوراقها متعبة.

لماذا لم يخرج الإمام مسلم أحاديث من طريق الإمام البخاري، بالرغم من أنه أحد شيوخه؟

هو أعظم شيوخه، هو أعظم الناس تأثيراً به، هو الذي أثر فيه في الشيخ مسلم كما قال الدارقطني: "لولا البخاري ما راح وما جاء" ويذعن له ويعظمه ويجله ويعترف له بالفضل، ومع ذلك ما خرج ولا حديثا واحدا من طريقه في صحيحه، كما أن البخاري من شيوخه أئمة كبار لم يخرجوا من طريقهم شيئا، خرج عن الإمام أحمد في موضعين، فهؤلاء الأئمة الكبار أحاديثهم محفوظة في مؤلفاتهم ومن طريق تلاميذهم، فليسوا بحاجة إلى أن تحفظ أحاديثهم، -يعني الذي يروى عنه ويحرص عليه من الأئمة من يخشى على حديثه من الضياع-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015