وإذا أراد أن ينتقد قال: قال بعضهم، ولا يصرح بابن حجر قال بعضهم كذا، ثم يرد عليه رداً قوياً قاسياً في بعض المواضع، ابن حجر رد هذا الانتقاض وهذا الاعتراض بكتاب أسماه "انتقاد الاعتراض"، فند ما قاله العيني، وأحياناً يترك، أما لأنه رأي أن كلام العيني وجيه، أو أنه بيض عليه ليرد عليه فيما بعد ومات قبل ذلك.

هناك أيضا كتاب اسمه " مبتكرات الآلي والدرر" في المحاكمات بين العيني وابن حجر للبوصيري بس متأخر هذا متأخر من القرن الماضي، وهو كتاب جيد ونافع، يعني في مسالة لغوية تكلم فيها الحافظ ابن حجر وانتقده العيني، وقال: هذا كلام من لم يشم علم العربية أدنى شم، فأجاب صاحب المبتكرات بكلام طويل، أورد فيه أقوال أئمة اللغة يقول: وبهذا تعرف أن الحافظ بن حجر أكل العربية أكلا لما ولم يكتفي بشمها شما.

هذه المناقضات وهذا المعارضات لا شك أنها تفيد طالب العلم تفيده كثيراً، أحيانا تكن هذه المسائل الفرعية يعني سهله، لكن أيضا تجعل عند طالب العلم من الملكة التي يستطيع بها مناقشة الأقوال والألفاظ، أن تجعل لديه دربة للمناقشة، مناقشة الجمل ومناقشة التي تدعوه أحيانا إلى مناقشة المخالفين ومناظرتهم، ُتكون لدية ملكة في هذا الباب، وهذا يحتاجه طالب العلم.

أما أنه يعتمد على القرأة فقط تكون فائدته قليلة، قد يقرأ وقد يستفيد لكن مع ذلك يكون ماشي على خط واحد، العلم يحتاج إلى شيء من التعب، يحتاج إلى شيء من إحضار الذهن، يحتاج إلى شي من دقة النظر، ودقة النظر تنشأ عن مثل هذه الاعتراضات والأجوبة عليها.

البخاري مازال محل عناية بالنسبة للأمة إلى يومنا هذا، وما من عالم إلا ويشرح صحيح البخاري، وُيقرأ صحيح البخاري، وما من طالب علم إلا ويقرأ في صحيح البخاري ويرجع إلى صحيح البخاري، وهناك الشروح الكثيرة المطبوعة والمسموعة والمخطوطة أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015