قال البخاري رحمه الله: [كتاب السهو باب: ما جاء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة].
والسهو: هو الغفلة عن الشيء، وذهاب القلب إلى غيره، وسها بمعنى غفل.
هل النبي صلى الله عليه وسلم سها؟ نعم.
سها، ولكنه سها ليشرِّع للأمة؛ لأنه مشرّع عليه الصلاة والسلام، فأراد الله للنبي صلى الله عليه وسلم أن يسهو ليشرّع للأمة.
قال: [حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج عن عبد الله بن بحينة و - بحينة اسم أمه- رضي الله عنه، أنه قال: (صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين من بعض الصلوات، ثم قام فلم يجلس)] أي: أنه في الصلاة الرباعية صلى ركعتين ثم قام [(فقام الناس معه، فلما قضى صلاته)] حينما انتهى من أربع ركعات انتظرنا أن يسلّم فكبّر قبل أن يسلّم [(ونظرنا تسليمه كبر قبل التسليم، فسجد سجدتين وهو جالس ثم سلم)].
إذاً: السجدتان هما سجدتا السهو؛ لأنه نسي التشهد الأوسط.