قال البخاري رحمه الله: [باب: موت الفجأة].
يعني: البغتة ومن علامات الساعة أن ينتشر موت الفجأة، وموت الفجأة من علامات سوء الخاتمة إلا من رحم الله؛ لأن موت الفجأة لا يعطي العبد فرصة أن يتوب أو يسترجع ويوصي ويتحلل من ديونه، يقول ربنا سبحانه في هذا المعنى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]، ويقول في سورة يس: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} [يس:49]، يعني: يختصمون، الرجل يبيع إلى الرجل ويختصم معه في السعر، فإذا بالنفخة تأتي عليهم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} [الزمر:68]، فموت الفجأة موت البغتة.
[من طريق عائشة رضي الله عنها: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم)].
والمعنى: أن الموت جاء لأمه بغتة، وهو يعلم أن أمه لو تكلمت أمرت بصدقة، وهذا معناه: أن موت الفجأة يدخل على العبد ولا يمهله.
كل امرئٍ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله (إن أمي افتلتت نفسها)، ولذلك أبو داود يروي: (موت الفجأة أخذة أسف).
وفي إسناده مقال، لكنه هنا يقول: موت الفجأة راحة للمؤمن، وأسف على الفاجر الذي لا يستطيع أن يوصي.