يقول البخاري رحمه الله: [باب] ولم يضع عنواناً للباب.
والبخاري له منهج وأسلوب في صحيحه، ومن خلال الاستقراء نستطيع أن تحدد الأسس التي رسمها لنفسه في الصحيح: فإن أعاد الحديث يعيده للطيفة في سنده أو متنه، ولا يمكن أن يعيد الحديث بنفس السند والمتن، فـ البخاري رحمه الله تعالى حينما يقول: [باب] ولا يضع عنواناً للباب معنى ذلك أنه لم ينته إلى عنوان لهذا الباب، والحديث ثبت عنده على شروطه؛ فيضع الباب بدون عنوان.
كما قال الأئمة: فقه البخاري في تبويبه، فعنوان الباب يمثل حكماً فقهياً.
قال: [حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم إلى أن قال: عن سمرة بن جندب قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه)].
هذا الحديث يرويه البخاري مرة أخرى في كتاب تعبير الرؤى، وعلم الرؤية علم له رجالاته وله أهله، ومن المميزين بتعبير الرؤى من التابعين محمد بن سيرين، ومن الصحابة الصديق رضي الله عنه، وعمر رضي الله عنه، يقول صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات.
قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له)، ولكن تفسير الرؤى لا بد أن يكون بضابط الكتاب والسنة، ولذلك وضع الإمام البخاري لهذا العلم كتاباً خاصاً سماه كتاب التعبير.