Q ظهر في الآونة الأخيرة في مجال الكمبيوتر جلسة بين أهل الكتاب من مصر يقولون عنها: إن هذه الجلسة لإثبات ألوهية المسيح من القرآن الكريم، ويقومون بقص الآيات، وظهر أيضاً فيلم آلام المسيح، وأنا أستطيع أن أرد على هذه الجلسة والفيلم بأسلوب ممنتج مع إدخال الآيات الصحيحة فهل أفعل؟
صلى الله عليه وسلم نعم؛ لأن هذا من الواجب عليك، وقد شاهدت الجلسة التي ذكرت، وفيها جهل فاضح، ولا يجوز لمن ليس عنده علم أن يشاهد هذا الهراء، وهذا الرجل الذي فعل هذه الجلسة جاهل جهل مركب، فهو يقرأ الآيات خطأ، ويستدل ببعضها على ألوهية المسيح، وهي عليه وليست له، فهو يقول: مرة في القرآن ذكر الصابئون ومرة الصابئين، وهذا تعارض، فهو لا يعرف الفرق بين اللفظين، ومرة ذكر عيسى بن مريم ومرة المسيح بن مريم ومرة المسيح وهذا يدل أيضاً على التعارض، هذا جهل مركب.
ولما رأيت هذه الجلسة حمدت الله على نعمة الإسلام، فهؤلاء القوم عندهم مخاز، ويكفي أن تعلم أن سر الاعتراف أحد الأسرار السبعة عندهم، يعني: أن من أذنب ذنباً منهم ينبغي أن يذهب إلى من يعترف له بذنبه فيدعو له ربه ليغفر له، وقد قال قائل الشيخ فوزي المهدي الذي كان يستغفر لهم ثم هداه الله إلى الإسلام: وأنت إذا أذنبت من يستغفر لك؟ والله سبحانه وتعالى حليم ستّير، فلا ينبغي للعبد أن يهتك ستر الله عليه، وأن يكشف ستره لمن يستغفر له.
ومن أسرارهم أيضاً: سر الصلب، وهو أن عيسى عليه السلام صلب ليكفر عن خطيئة البشرية التي ارتكبها آدم.
والله يقول: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164].
ويقول: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ} [الإسراء:13].
فمن أخطأ يعاقب هو شخصياً، ويتحمل هو المسئولية، هذا هو العدل، وليس من العدل أن يعاقب الولد من أجل أن يكفر عن خطيئة أبيه، فهذا ظلم وتعارض واضح.
والفقيه المخضرم ابن حزم الأندلسي له كتاب الفصل في الملل والنحل في خمسة مجلدات، أثبت في مجلد كامل منها أدلة تحريف التوراة والإنجيل بالأدلة العملية والعلمية والتاريخية والجغرافية، ومن هذه الأدلة: ما ورد في التوراة: أن موسى مر بشارع السليم الأول قبل 1800 سنة، وسليم الأول هذا عمره لا يتجاوز المائتين أو الثلاثمائة سنة، فهذا الشارع وجد بعد موسى بآلاف السنين.
وهذا تحريف واضح.
وفي التوراة: أن نبياً شرب الخمر وزنى بابنته.
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة:79].
ومن أسرارهم السبعة: سر العشاء الرباني، وهو فطيرة عليها خمر يزعمون أن دم المسيح قد حل فيها! {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك:22]، {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف:81].
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67].
ولذلك أقول: أخي الكريم الفاضل! رد إذا استطعت أن ترد، لكن لا نريد أن ننشغل بمعارك جانبية، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108]، وأما من ليس عنده رد فليقرأ وليحصن نفسه أولاً ثم يدخل، وأما أن يدخل وهو فارغ فهذه مشكلة.
وفيلم آلام المسيح يبين أن النصارى يعتقدون أن اليهود قد صلبوا عيسى، ونحن نؤمن إيماناً جازماً يقينياً بقول ربنا في سورة النساء: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء:156 - 157]، وقوله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:158].
وهناك عالم يهودي فيلسوف اسمه اسبلوزا دلل بأدلة عقلية على تحريف التوراة فطروده ولعنوه، وهناك في كتاب اللاهوت تحريفاً، لكنها تحتاج إلى قوم يعرفونها جيداً ويتقنون قراءتها، فانتبه يا عبد الله!