Q ما رأيك في سماع أشرطة سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني، فإني سمعت عنهم أنهم يتبعون منهج سيد قطب وحسن البناء؟ نريد جواباً مفيداً في هذا الأمر!
صلى الله عليه وسلم الحقيقة أن الشيخ ابن باز رحمه الله سئل هذا السؤال، وعندي إجابته، قال: سفر وسلمان وعائض يحملون منهج السلف، ولا داعي أبداً للوقوع فيهم.
أما أن تحمَّل أقوالهم فوق ما تتحمل فهذا لا يجوز، فهم دعاة إلى الله، والداعية إلى الله يصيب ويخطئ، فإن أصاب فله أجر، وإن أخطأ فهو مجتهد وله أجران.
أما ما قلت من أنهم يتبعون منهج سيد قطب فهذا ليس عندي منه علم، هذا افتراء على المشايخ وإفك، وأنا أستطيع أن أجزم أنه إفك.
نعم.
مداخلة: سمعت شريطاً للشيخ ابن عثيمين يمدح فيه الشيخ سفر الحوالي.
الشيخ: عندنا الشيخ الألفي يقول: عندي شريط للشيخ ابن عثيمين أثنى فيه على الشيخ سفر في أكثر من ساعة.
عموماً لا نريد أن نصدِّر الفتن من هنا، دع الفتن لأصحابها، دعهم يتفرغون للطعن في العلماء، فنحن ندرس البخاري والعدة، والقرآن والسنة، هذا السؤال كنت لا أريد أن أجيب عليه، فلا نريد أن ننشغل بهذا أبداً، نحن نسمع، فما وافق الكتاب والسنة نقبله، وما عارضهما نرده فقط، معنا الميزان الضابط، لماذا ننشغل بـ: هذا خارجي، وهذا مرجئي، وهذا معتزلي، وهذا سروري؟! هذه مصيبة، هل لدينا وقت لهذا الكلام؟ هذا من الإسراف والترف، وعدم التفرغ للدعوة إلى الله، فالدكتور سفر رجل يدعو إلى الله جزاه الله خيراً، والشيخ عائض يدعو إلى الله جزاه الله خيراً، فهل بلغ لدينا عدد الدعاة مبلغاً لدرجة أن يتفرغ بعضنا لبعض؟! يا عبد الله! هذا إجرام، أقسم بالله إنه إجرام، إن كان مخطئاً فحدثه بينه وبينك، فقدح العالم لا يجوز على مرأى ومسمع من الناس بحجة الجرح والتعديل والكلام في أهل البدع، ونحن لا ندعي العصمة لأحد، فعلاً سيد قطب عنده خلل واضح بيِّن في كتبه، لكن الرجل أفضى إلى ما قدم، أمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وربما أقواله تحتمل، فنحن نبين الخطأ والصواب، ولا نقول بعصمته كما يعظمه أتباعه، كقوله عن موسى عليه السلام: إنه كان عصبي المزاج، لا يملك نفسه، مندفع الثورة يتحدث عن موسى كأنه يتحدث عن صديقه.
لا.
هذا نبي.
أو حينما يقول عن عثمان: إنه حابى المقربين، وبدَّد بيت المال، وقرب المحسوبين.
هل يليق هذا الكلام في عثمان؟ نحن لا نقبله، بل نرده من كل وجه، ومن لم يرده ففي قلبه مرض، فلا تعظم الرجال؛ فإن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وحينما يقول الشيخ البناء: عقيدة السلف أسلم، وعقيدة الخلف أعم وأشمل.
نقول: قف عند هذا الحد، فعقيدة الخلف المؤولة الأشاعرة المفوضة لا نقبلها بحال؛ لأنها تعارض عقيدة السلف.
سيقول قائل ممن يقدسون هؤلاء: لقد وقعت في المحظور فأنت تتكلم في العلماء، فأقول: هل هم معصومون؟ هؤلاء يقدسونهم، أقوال الرجال عندهم قرآن.
لا يا عبد الله! ليس هذا ما جاء في السنة، ولا منهج أهل السنة، فمنهج أهل السنة: أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وابن تيمية رد عليه السلف في مسائل، وابن حنبل جانبه الصواب في مسائل ورد عليه أئمة المذاهب، وليس معنى هذا أننا نقلل من شأن العلماء، ولكن حتى تبقى العصمة للأنبياء فقط! وليس معنى ذلك أن تقف وتجرح العلماء أيضاً، فتجريح العلماء لا يجوز، وإنما نقول هذا لبيان الحق الذي لا بد منه، ولكن من دون تجريح، فتقول: قال فلان في كتابه كذا، ولقد جانبه الصواب، والحق كذا للأدلة التالية، ولا داعي للتهم: مرجئي حلولي اتحادي فتوصله إلى الكفر.
وقد قرأت ورقة حزنت منها حزناً شديداً، تحمل أسماء العلماء في الساحة المصرية، فلما وصلت إلى اسم شيخنا الشيخ محمد حسين يعقوب فقرأت أول كلمة: الشيخ يعقوب رجل مخرف ضال.
فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا يقول هذا الكلام إلا معتوه، سفيه في عقله، يحتاج إلى حجر عليه، فهل هذا كلام يقال في عالم داعية يعمل في حقل الدعوة إلى الله؟ وهذا الكلام يردده شباب الآن، وهذا والله مصيبة كبيرة، أن يقال عن عالم كان سبباً في هداية الكثير بسبب شريطه المعروف: (لماذا لا تصلي؟!) كم صلى بسببه أناس، ولعل الله يغفر له زلاته بسبب هذا الشريط! يا عبد الله! اتق الله في نفسك! واتق الله في طلبتك، وأما أن تخصص يوماً للطعن في العلماء والتجريح فيهم بزعم أن هذا جرح وتعديل، فهذا خبل وجنون.