Q هناك بعض التساؤلات الهامة، لا سيما ورقة جاءتني من شاب كريم يقول فيها: أنا شاب قد مَنَّ الله عليَّ بنعمة الهداية، وهذا منذ عام ونصف، ولكن الفتن أثرت فيَّ كثيراً، واجتمعت عليَّ الشهوات؛ فوقعت في الفاحشة عدة مرات، مع أني أطلب الحلال بالزواج، وأدعو الله أن يعفني ويزوجني، وكلما عصيت أتوب وأرجع، فأسألك أن تدعو لي بالثبات، وأن تدعو الله أن ييسر لي الزواج، وألا ييئسني من رحمته، وأسألكم الدعاء؟
صلى الله عليه وسلم الحقيقة هذا نموذج طيب لشاب نفسه لوامة، لكني أردت أن أقرأ الرسالة؛ لأننا بالفعل في زمن الفتن، فهذا شاب يريد الزواج والالتزام والتوبة إلى الله، لكنه سرعان ما يعود إلى المعصية، فإن تاب عاد.
ما السبب في عودته؟ إنه المناخ الذي يحيط به: إعلام فاسد تبرج اختلاط فاحش في الجامعات اختلاط في أماكن العمل.
الرجل تاب والتزم، ولكننا لا نقول: إن ساحته براء، ومع هذا لا بد أن نشعر بالشباب، إذ إن مسألة تيسير أمر الزواج مسألة مهمة، فهل هناك من ولي أمر قال لشاب: أنا أزوجك ابنتي على اليسير، لا أريد منك أي شيء، لا سيما أن الجرام الذهب أصبح بخمسة وسبعين جنيهاً، فماذا يصنع الشباب؟! فإلى أولياء الأمور أقول: اتقوا الله في أنفسكم! يسروا على شبابنا الزوا!! فهذا الشاب الذي يريد التوبة ويريد الزواج لا بد أن يعان من المسلمين، وهي أفضل أوجه الزكاة، أفضل -عندي- من بناء المساجد، مساعدة أمثال هذا الشاب الذي يريد أن يحصن نفسه بالزواج ولا يجد من يأخذ بيده، فلا ولي أمر يساعده، ولا جمعيات تأخذ بيده لتيسير أمر الزواج.
أقول: أسأل الله سبحانه وتعالى لهذا الشاب أن يتوب عليه توبة نصوحاً، وأن يباعده عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر له أمر الزواج، وأن يجعل المحسنين أصحاب الأموال ينظرون إلى هذا البند من بنود الزكاة نظرة موضوعية، فربما رجل صاحب مال يأتي بشاب فقير فيزوجه بمبلغ لعله ينفقه في رحلة إلى أوروبا أو إلى أي مكان آخر، كما يعلم جميعنا، والأمر لا يخفى على أحد.