هو من قصيدة لجرير يمدح بها هشام بن عبد الملك. أولها (?):
عفا النّسران بعدك فالوحيد … ولا يبقى لجدّته جديد
نظرنا نار جعدة هل نراها … أبعد غال ضوءك أم همود
لحبّ المؤقدين إليّ مؤسى … وجعدة إذ أضاءهما الوقود
تعرّضت الهموم لنا فقالت … جعادة: أيّ مرتحل تريد
فقلت: لها الخليفة غير شكّ … هو المهديّ والحكم الرّشيد
ومنها:
هشام الملك والحكم المصفّى … يطيب إذا نزلت به الصّعيد
يعمّ على البريّة منه فضل … وتطرق من مخافته الأسود
وإن أهل الضّلالة خالفوكم … أصابهم كما لقيت ثمود
وأمّا من أطاعكم فيرضى … وذو الأضغان يخضع مستقيد
النسران: انقاء بالدهناء، واحدها نقا، وهو كثيب من الرمل. والوحيد وموسى ابنه. وجعدة: ابنته. وهما عطفان بيان للموقدين، كانا يوقدان نار القرى. وإذ أضاءهما: بدل اشتمال منهما. واللام في لحب للقسم. وحب: فعل ماض بضم الحاء وفتحها من أحب وحب. والمعنى: حبّب الله إليّ اضاءة وقودهما إياهما.
857 - وأنشد:
ممّا حملن به وهنّ عواقد … حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل