هذا عليّ، رسول الله والده … أمست بنور هداه تهتدي الأمم
هذا ابن خير عباد الله كلّهم … هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها: … إلى مكارم هذا ينتهي الكرم!
ينمى إلى ذروة العزّ الّتي قصرت … عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته … ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفّه خيزران ريحه عبق … من كفّ أروع في عرنينه شمم
يغضى حياء ويغضى من مهابته … فلا يكلّم إلّا حين يبتسم
من جدّه دان فضل الأنبياء له … وفضل أمّته دانت له الأمم
ينشقّ نور الهدى عن نور غرّته … كالشّمس ينجاب عن إشراقها العتم
مشتقّة من رسول الله نبعته … طابت عناصره والخيم والشّيم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله … بجدّه أنبياء الله قد ختموا
الله شرّفه قدما وفضّله … جرى بذاك له في لوحه القلم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره … يزينه خلّتان: الخلق والكرم
من معشر، حبّهم دين وبغضهم … كفر، وقربهم منجى ومعتصم
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم … في كلّ بدء ومختوم به الكلم
يستدفع السّوء والبلوى بحبّهم … ويستزاد به الإحسان والنّعم
إن عدّ أهل التّقي كانوا أئمّتهم … أو قيل من خير خلق الله قيل هم