أخرج في مكارم الأخلاق، وابن عساكر من طريق الهيثم بن عديّ، عن ابن عياش قال: عرض خالد بن عبد الله القشيريّ (?) سجنه، فكان فيه يزيد بن عبد الله البجلي، فقال له خالد: في أي شيء حبست؟ قال: في تهمة. وكان أخذ في دار قوم فادّعى عليه السرقة، فأمر خالد بقطع يده، وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به الى خالد:

أخالد قد والله أوطأت عشوة … وما العاشق المسكين فينا بسارق

أقرّ بما لم يأته المرء إنّه … رأى القطع خيرا من فضيحة عاشق

ولولا الّذي قد خفت من قطع كفّه … لألفيت في أمر الهوى غير ناطق

إذا بدت الرّايات في السّبق للعلى … فأنت ابن عبد الله أوّل سابق

فلما قرأ خالد الأبيات، علم صدق قوله وأحضر أولياء الجارية، فقال: زوّجوا يزيد فتاتكم؟ فزوّجوه، ونقد خالد المهر من عنده. وفي شواهد الكتاب للزمخشري، قال الفرزدق (?):

وما حلّ من حلم حبا حلمائنا … ولا قائل المعروف فينا يعنف

يريد: من قال فيهم الحق لا يعنف لمعرفنهم بالحق وأنهم من أهله، انتهى.

فالظاهر أن المصنف ركب عليه صدر على عجز آخر.

275 - وأنشد:

فقد والله بيّن لي عنائي … بوشك فراقهم صرد يصيح

أورده البطليوسي في شرح الكامل بلفظ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015