أنائل والله الّذي أنا عبده … لقد جعلت نفسي من البين تشفق

أنائل ما للعيش بعدك لذّة … ولا مشرب إلّا الشّمال المرنّق

أنائل ما تنأين إلّا كأنّني … بنجم الثّريّا ما نأيت معلّق

أنائل إنّ الحبّ يعتاد ذا الهوى … إذا اليوم أجلته الهموم فيأرق

ومن يك ذا كم حظّه من صديقه … فيوشك باقي جلده يتمزّق

266 - وأنشد:

الشّعر صعب وطويل سلّمه … إذا ارتقى فيه الّذي لا يعلمه (?)

زلّت به إلى الحضيض قدمه … يريد أن يعربه فيعجمه

أخرج أبو الفرج في الأغاني (?) وابن عساكر من طرق بعضها يزيد على بعض: ان الحطيئة لما حضرته الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا: يا أبا مليكة، أوص. فقال: ويل للشعر من راوية السوء. قالوا: أوص، يرحمك الله. قال: من الذي يقول:

إذا أنبض الرامون عنها ترنّمت … ترنّم ثكلى أوجعتها الجنائز؟

قالوا: الشماخ. قال: أبلغوا غطفان انه أشعر العرب. قالوا: ويحك، ما هذه وصية، أوص، قال: أبلغوا أهل ضابيء (?)، أنه شاعر حيث يقول:

لكلّ جديد لذّة غير أنّني … رأيت جديد الموت غير لذيذ

قالوا: أوص، ويحك بما ينفعك، قال: أبلغوا أهل امرئ القيس أنه أشعر العرب حيث يقول (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015