يجعل له تأثيراً، فلا يميل نحو أن يضربها قاسم، لجعله مثل فاقد، وكذا لا يميل نحو بمالِ قاسمٍ، لجعله مثل فالق، وكذا لا يميل نحو أن يضربها مَلِق (?) ، لكونه مثل مناشيط، وأبعد من هذا إمالة نحو بمالِ مَلِقٍ، وإنما جعلوا للمنفصل المتأخر أثراً دون المتقدم المنفصل، لما ذكرنا من أن الإصعاد بعد الاستفال أصعبُ من العكس، وإذا كان سبب الإمالة قوياً، وذلك لكون الكسرة لازمة لم يَعْزِله المستعلي المنفصلُ عَزْلَه للسبب الضعيف، أعني الكسرة العارضة، فيعزل في " على مالِ قاسم " أكثر من عزله في " عمادِ قاسم "، لان الكسرة لام " على مال " وهي السبب - ضعيفةٌ لعروضها، فالمانع الضعيف: أي المستعلي المنفصل، يستولي عليها لضعفها، وأما في نحو " عمادِ قاسم " و " عالِم قاسم " فالسبب - وهو كسرة العين في الأول واللام في الثاني - قويٌّ للزومه، فلا يستولي عليه المانع الضعيف.

هذا، وبعضهم يقول: رأيت عِرْقاً، فيميل مع القاف تشبيهاً له بفُعْلى، فهو كالوُسْطى، وهذا كما أميل نحو عِنَبَا وعَبْدَا، تشبيهاً بألف التأنيث، وذلك في حيز الشذوذ، لأن ألف التنوين إمالتها قليلة، فكيف مع المستعلي في عِرْقَا؟ قال: " والرَّاءُ غَيْرُ الْمُكْسُورَةِ إِذَا وَلِيَتِ الأَلفَ قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا مَنَعَتْ مَنْعَ الْمُسْتَعْلِيَةِ، وَتَغْلِبُ الْمَكْسُورَةُ بَعْدَهَا الْمُسْتَعْلِيَةَ وَغَيْرَ الْمَكْسُورَةِ، فَيُمَالُ طَارِدٌ وَغَارِمٌ وَمِنْ قَرَارِكَ، فإِذَا تباعدت فكالعدم في للمنع وَالْغَلَب عِنْدَ الأَكْثَرِ، فَيُمَالُ: هَذَا كَافِرٌ، وَيُفْتَحُ مَرَرْتُ بِقَادِرٍ، وَبَعْضُهُمْ يَعْكِسُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَكْثَرُ " أقول: اعلم أن الراء حرف مكرر، فضمتها كضمتين، وفتحتها كفتحتين، وكسرتها ككسرتين، فصارت غير المكسورة كحرف الاستعلاء، لان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015