في الكلام ولم تكن قوافي شعر، جعلوه كالكلام حيث لم يترنموا وتركوا المدة (لعلمهم أنها في أصل البناء) (?) ، سمعناهم يقولون لجرير: (من الوافر) * أقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالْعِتَابْ *

وللأخطل: (من البسيط) * وَاسْأَلْ بِمَصْقَلَة الْبَكْرِيِّ مَا فَعَلْ * وكان هذا أخف عليهم، ويقولون: (من الرجز) * قَدْ رَابَنِي حَفْصٌ فَحَرِّكْ حَفْصَا * يثبتون الألف، لأنها كذلك في الكلام " انتهى.

قال الأعلم: " الشاهد فيه حذف الألف من " ما فعلا " حيث لم يرد الترنم، وهذا في المنصوب غير المنون جائز حسن، مثله في الكلام، ولا فرق بينه وبين المخفوض والمرفوع في الحذف والسكون، ما لم يريدوا التغني، وقوله " قد رابني حفص إلخ ": " الشاهد فيه إثبات الألف في قوله " حفصاً " لأنه منون ولا يحذف في الكلام إلا على ضعف كالمُعَلْ " انتهى.

وأنشد بعده، وهو الشاهد العشرون بعد المائة، وهو من شواهد سيبويه: (من البسيط) 120 - لاَ يُبْعِدِ الله إخْوَاناً تَرَكْتُهُمُ * لَمْ أدْرِ بَعْدَ غَدَاةِ الْعَيْنِ مَا صَنَعْ على أن أصله " صنعوا " فحذفت واو الضمير للوقف، وإن كان ينكسر الشعر بحذفها، فإنهم لا يبالون للوقف.

قال سيبويه: " وزعم الخليل أن ياء يقضي وواو إذا كانت واحدة منهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015