على أن الشاعر سكن الراء، وهي عين الفعل، وكان حقها الكسر، كأنه توهم أنها لام الفعل فسكن الامر (?) وأبو الخطاب: من مشايخ سيبويه، وما نقله عنه الشارح هو في كتاب سيبويه، وليس فيه هذا الشعر، وهذا نصه: " وزعم أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون: ادْعِه، من دعوت، فيكسرون العين، كأنها لما كانت في موضع الجزم توهموا أنها ساكنة، إذ كانت آخر شئ في الكلمة في موضع
الجزم، فيكسرون حيث كانت الدال ساكنة، لأنه لا يلتقي ساكنان، كما قالوا: رديا يا فتى، وهذه لغة رديئة، وإنما هو غلط، كما قال زهير (من الطويل) : بَدَالِيَ أنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى * وَلاَ سَابِقٍ شيئا إذا كان حائيا " انتهى.
وأورده ابن عصفور في الضرائر الشعرية، قال: " فإن كانت الضمة والكسرة اللتان في آخر الكلمة عَلاَمتي بناء اتفق النحويون على جواز حذفها في الشعر تخفيفاً، نحو قول أبى نخيلة (من الرجز) : إذا اعوجبن قُلْتُ صَاحِبْ قَوّمِ * بالدَّوِّ أمْثَالَ السَّفِينِ العُوَّم وقال العذافى الكندي (من الرجز) قَالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا دقيقا * وهات خبر الْبُرِّ أوْ سَوِيقَا وقال الآخر (من الرجز) فاحذ وَلاَ تَكْتَرْ كَرِيّاً أهْوَجَا * عِلْجاً إذَا سَاقَ بِنَا عَفَنْجَجَا وقال الآخر (من الوافر) : وَمَنْ يَتَّقْ فإن الله معه * ورزق الله موتاب وَغَادي ألا ترى أن الأصل: صاحِبُ قَوِّمِ، واشتر، ولا تكتر كريا، ومن يتق