فقال جَزْءْ: نعم، وفي شواهدنا، قال: وهذا جمع غائب وشاهد من الناس، انتهى.
وأحامي: من الحماية: وهى الحظ، والذمار: بكسر الذال المعجمة، قال صاحب الصحاح: وقولهم " فلان حامي الذمار " إي إذا ذُمِّر (?) وغَضِبَ حمى، و " فلان أمنع ذماراً من فلان " ويقال: الذمار: ما وراء الرجل مما يحقُّ عليه أن يحميه، لأنهم قالوا: حامي الذمار، كما قالوا: حامي الحقيقة، وسمي ذماراً لأنه يجب على أهله التذمر له، وسميت حقيقة لأنه يحق على أهلها الدفع عنها، " وظل يتذمر على فلان " إذا تنكر له وأوعده.
وأنشد بعده، وهو الشاهد الرابع والسبعون (من الكامل) : 74 - وَإذَا الرِّجَالُ رَأوْا يَزِيدَ رَأيْتَهُمْ * خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ على أن جمع ناكس على نواكس مما هو وصف غالب أصل، وأنه في الشعر شائع حسن، قاله المبرد.
أقول: الذي قاله المبرد في الكامل بعد إنشاد هذا البيت إنما هو " وفي هذا البيت شئ يستطرفه النحويون، وهو أنهم لا يجمعون ما كان من فاعل نعتاً على فَوَاعِل، لئلا يلتبس بالمؤنث، لا يقولون: ضَارِب وضوارب، لأنهم قالوا: ضاربة وضوارب، ولم يأت هذا إلا في حرفين: أحدهما فوارس، لأن هذا مما لا يستعمل في النساء، فأمنوا الالتباس، ويقولون في المثل " هو هالك في الهوالك " فأجروه على أصله لكثرة الاستعمال، لأنه مثل، فلما احتاج الفرزدق لضرورة الشعر إجراه على أصله، فقال " نَوَاكس الأبصار " ولا يكون