عليها ووقوعها موقع مفعوليه، كما أنَّ أنَّ وصلتها تقع موقعها، وقد يجوز أن تكون معطوفة على قوله في البيت قبله " فما لكما اللوم خير ولا ليا "، ويكون قوله " ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل " جملة اعترض بها بين المعطوف والمعطوف عليه، ولا ينبغي أن تجعل معطوفة على قوله " ألم تعلما " لأن الجملتين ليستا لمقام واحد وأنشد بعده، وهو الشاهد السبعون (من الرجز) : 60 - دَعْهَا فَمَا النَّحْوِيُّ مِنْ صَدِيقِهَا * على أن صديقاً فيه جمع، لان من للتبعيض، ولا يصح أن يكون النحوي بعض صديق، بل يكون بعض الأصدقاء، كأنه قال: دعها فما النحوي من أصدقائها، كما تقول: دعني فما أنت من أشكالي، وفعيل من صيغ الجمع كالكليب والعبيد، ومثله قول قعنب ابن أم صاحب (من البسيطٍ) مَا بَالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثُمَّ لَيْسَ لَهُمْ * دِيْنٌ وَلَيْسَ لَهُمْ عَهْدٌ إذَا اتُّمِنُوا وقول جرير: (من الطويل) دَعَوْنَ الْهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلُوبَنَا * بِأَعْيُنِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ وحكى أبو حاتم عن أهل الحجاز أنهم يقولون: حدثني بعض صديقي والنحوي: العالم بصنعه الإعراب، والنحوي أيضاً: المنسوب إلى نَحْو، بطن من العرب، وهو نَحْو بن شمس بن عمرو بن غالب بن الأزد قال الصاغاني في العباب: قال ابن دريد: أخبرنا أبو عثمان عن التَّوَّزِيّ، قال: كان رؤبة يقعدُ بعد صلاة الجمعة في رَحْبة بني تميم فينشد، ويجتمع الناس إليه، فازحموا يوماً، فضيَّقوا الطريق، فأقبلت عجوز معها شئ تحمله، فقال رؤبة:
تَنَحَّ لِلْعَجُوزِ عَنْ طَرِيقِها * قدْ أقْبَلَتْ رَائِحَةً مِنْ سُوقِهَا