والحظربة بالحاء المهملة والظاء المعجمة - كالحضربة بالضاد المعجمة بدلها: شدة الفتل ووتر محظرب ومحضرب، كذا في العباب.
وقوله " نازعتها " الضمير المؤنث ضمير الأوتار، ونازع يتعدى إلى مفعول واحد، يقال: نازعه في كذا، فأيمن فاعله، وشُمَلاَ مفعوله، فتعديته إلى ضمير الأوتار من قبيل الحذف والإيصال، والتقدير نازعت اليمين شمالَهَا في جذب الأوتار: أي غالبت الأيمن الأشمل في جذبها ومدها، يقال: نزع الرجل في القوس أو الوتر، إذا مد أحدهما.
والأزرق العنبري لم أقف على ترجمته ولا على أصل شعره هذا، والله أعلم وأنشد بعده، وهو الشاهد الثامن والستون (من الرجز) 68 - * حَتَّى رَمَى مَجْهُولَهُ بالأَجْنُنِ * على أن جمع جنين على أجنن شاذ، والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، لأنه جُنَّ: أي ستر قال السخاوي في سفر السعادة: أجنن جمع جنين، ويروى قول رؤبة: - * إذا رمى مجهوله بالأجْبُنِ * بالباء على أنه جمع جبين، وبالنون على أنه جمع جنين، فمن رواه بالباء فمعناه ينظرون ما قدامهم من بُعد الطريق، ومن رواه بالنون فمعناه أنه يُسْقط الأجنة، وذكر الروايتين العبدي وعيزر، انتهى وعلى الروايتين الجمع شاذ، لأن كلاً من المفردين مذكر، والقياس في أفْعُل أن يكون جمع فعيل إذا كان مؤنثاً وهذا البيت من أرجوزة طويلة مدح بها بلال بن أبي بُرْدَةَ وذكر فيها قطع المفاوز والقفار حتى وصل إليه، قال: تَفْتَنُ طُولَ الْبَلَدِ الْمُفَنَّنِ * إذَا رَمَتْ مَجْهُولَهُ بالأَجُبُنِ
وَخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاَث علجن * غوج البرج الآجُرِ الْمُلَبَّنِ