قال المؤلف رحمه الله تعالى: [المضمضة من السويق.
أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار مولى بني حارثة أن سويد بن النعمان رضي الله عنه أخبره: (أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء - وهي من أدنى خيبر - صلى العصر، ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق، فأمر به فثري فأكل وأكلنا، ثم قام إلى المغرب فتمضمض وتمضمضنا، ثم صلى ولم يتوضأ)].
السويق هو: حب الحنطة المحموص.
وقوله: (ثري) يعني: بلّ بالماء، فأكلوا ولم يتوضئوا وإنما تمضمضوا، والمضمضمة مباحه لإزالة ما علق بالفم في الأسنان.
وجاء في حديث آخر أنه قال: (إن له دسماً) فتمضمض من السويق لإزالة ما علق بالفم والأسنان، ولم يتوضأ عليه الصلاة والسلام مع أن السويق مسته النار، فدل هذا على نسخ الأمر بالوضوء مما مسته النار.