قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو صالح الأنطاكي محبوب بن موسى أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تغُّلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً)].
أورد أبو داود حديث بريدة بن الحصيب، وفيه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للجيوش التي كان يرسلها قال: (اغزوا باسم الله) يعني: مستعينين بالله معتمدين على الله.
فقوله: [(وفي سبيل الله)].
أي: حتى يكون الغزو في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.
قوله: [(وقاتلوا من كفر الله اغزوا ولا تغدروا)].
الغدر: هو الغدر بالعهد، وهو كونهم يعاهدون ثم يغدرون في عهدهم، فلابد أن يوفوا بالعهود لغيرهم إذا عاهدوهم.
[(ولا تغلوا)].
الغلول: الأخذ من الغنيمة بدون حق، وهذه خيانة.
قوله: [(ولا تمثلوا)].
يعني: إذا قتلتم أحداً فلا تمثلوا به فتقطعوا أنفه أو تقطعوا شيئاً منه فيكون مشوهاً، لكن اقتلوه بدون تمثيل.
قوله: [(ولا تقتلوا وليداً)].
يعني: الصغير الذي لا يقاتل، ولكنه إذا كان من أهل القتال فإنه يقتل لمقاتلته.