قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا بشر -يعني ابن المفضل -حدثنا سلمة -يعني ابن علقمة - عن محمد عن أبي هريرة قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعنى حماد كله إلى آخر قوله: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم، قال: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد وأحب إلي أن يتشهد).
ولم يذكر: (كان يسميه ذا اليدين)، ولا ذكر: فأومئوا، ولا ذكر الغضب، وحديث حماد عن أيوب أتم].
أورد أبو داود طريقاً أخرى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه وهي من رواية سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين، وهي مثل رواية حماد بن زيد إلى آخر قوله: [(نبئت أن عمران قال: ثم سلم)].
قوله: (قلت: فالتشهد؟).
هذا قول سلمة بن علقمة لـ محمد بن سيرين، يعني: هل تشهد بعد أن سجد للسهو؟ وذلك لأن حديث أبي هريرة ليس فيه ذكر السلام وإنما ذكره محمد عن عمران.
قوله (قال: لم أسمع في التشهد وأحب ألي أن يتشهد)، هذا من قول محمد بن سيرين، وكأنه فهم أن المعهود في التسليم أن يسبقه تشهد، لكن هذا كما هو معلوم فيه تطويل، وقد جاء التشهد في بعض الأحاديث التي فيها كلام، والأحاديث الكثيرة جاءت من حديث عمران بن حصين ومن حديث غيره، ولم يذكروا التشهد.
قوله: [ولم يذكر كان يسميه ذا اليدين].
أي: ولم يذكر في هذه الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي الرجل الذي قال: (يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟) ذا اليدين.
قوله: (ولا ذكر: فأومئوا ولا ذكر الغضب).
أي: ولا ذكر فأومئوا التي مرت في حديث حماد بن زيد، ولا ذكر أنه كان مغضباً لما قام إلى الخشبة كما مر في رواية حماد.
قوله: (وحديث حماد عن أيوب أتم).
أي: وحديث حماد عن أيوب أتم من حديث سلمة بن علقمة عن محمد.