Q هل يمكن أن يأتي لفظ الوجه ويقصد به الثواب، كما في قوله: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام:52]؟
صلى الله عليه وسلم من آثار تلك الصفة أن الإنسان يطلب الثواب، ومن ذلك النظر إلى الوجه الذي هو أكمل نعيم يكون لأهل الجنة؛ لكن لا يقال: إنه يأتي الوجه ويراد به الثواب فقط، فرؤية وجهه من الثواب، بل هو أعظم الثواب؛ لأن أكمل نعيم لأهل الجنة رؤية الله عز وجل؛ ولهذا ادخرها الله عز وجل إلى الدار الآخرة، ولم يشأ أن يرى في الدنيا، والله تعالى قادر على أن يراه عباده لو شاء ذلك؛ وذلك أن نعيم الآخرة لا يأتي في الدنيا بل يبقى غيباً؛ ولهذا جاء في حديث الكسوف: أنه لما عرضت عليه الجنة والنار ورأى عناقيد العنب متدلية، وأراد أن يخرج عنقوداً ثم كفّ، قال عليه الصلاة والسلام: (لو أخذت منه لأكلتم ما بقيت الدنيا) عنقود واحد يأكل الناس منه إلى أن تنتهي الدنيا، فشاء الله عز وجل أن يكون ذلك غيباً، وألا يحصل في الدنيا شيء من نعيم الآخرة أو من نعيم الجنة؛ حتى يتميز من يؤمن بالغيب ومن لا يؤمن بالغيب.