وهناك معنىً آخر ذكره محمد عوامة في حاشيته وهو أنه كان حاد البصر، ويرى الهلال قبل الناس، ولذلك ردت شهادته.
فيقول: على حاشية نسخة حاء بخط الحافظ يوسف بن خليل، وإملاء الملك المحسن قال أحمد بن يوسف: سلم العلوي ليس هو من ولد علي بن أبي طالب كما قال أبو داود وأما هو فمنسوب إلى بني علي بن سود، وهو معروف بهم، وقول أبي داود: يبصر في النجوم سهو منه.
وذكر صاحب عون المعبود أنه كان يسبق الناس، وكونه يسبق الناس إذا كان المقصود بأنه يرى الهلال ليلة ترائي الهلال والناس ما رأوه فهذا ممكن، وهو المشاهد والواقع؛ لأنه ما كل يرى الهلال أول ليلة، فبعض الناس لا يراه إلا بعد ليلتين، مما يعني أن الناس ليسوا على حد سواء.
قال محمد عوامة: كان يبصر الهلال قبل الناس بيوم لشدة بصره، وهو معروف بذلك، وقيل: إنه كان يبصر النجوم كالدلاء لحدة بصره.
ولقد قال له أنس بن مالك: يا سلم خل بين الناس وبين هلالهم حتى يروه.
وهو ضعيف.
فهو حديد يبصر النجوم، لا يبصر في النجوم، بمعنى أنه كان منجماً.
انتهى.
بينما أبو داود يقول: ويبصر في النجوم.
فكونه يبصر النجوم، المقصود: أنه يرى النجوم في العلو، ولهذا قالوا: علوي نسبة إلى العلو.