تراجم رجال إسناد أثر عمر بن عبد العزيز في التمسك بالسنة

قوله: [حدثنا محمد بن كثير].

محمد بن كثير هو العبدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا سفيان].

هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز].

هذا الكلام مرسل؛ لأن سفيان لم يدرك عمر بن عبد العزيز، فـ عمر بن عبد العزيز توفي سنة (101هـ)، وقد ولد سفيان قبل وفاة عمر بأربع سنوات، وتوفي سنة (161هـ) وعمره أربع وستون سنة، إذاً فهو لم يسمع من عمر بن عبد العزيز، وإنما أدركه وعمره ثلاث سنوات أو أربع سنوات، إذاً فالأثر مرسل، ولهذا جاءت طريق أخرى يروي فيها سفيان عن رجل وهو النضر.

وعمر بن عبد العزيز هو الخليفة الإمام، وهو محدث فقيه ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[ح وحدثنا الربيع بن سليمان المؤذن].

الربيع بن سليمان المؤذن هو المرادي، وهو صاحب الشافعي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب السنن.

[حدثنا أسد بن موسى].

أسد بن موسى صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً وأبو داود والنسائي.

[حدثنا حماد بن دليل].

حماد بن دليل صدوق، أخرج له أبو داود.

[سمعت سفيان يحدث عن النضر].

سفيان هو الثوري، والنضر هو ابن عربي، وهو لا بأس به، أي: أنه صدوق، أخرج له أبو داود والترمذي.

وهذا الإسناد الثاني أنزل من الإسناد الأول، فبين أبي داود وبين سفيان في الإسناد الأول واحد، وهو محمد بن كثير، وأما في الإسناد الثاني فبينه وبين سفيان ثلاثة أشخاص، فالأول يعتبر عالياً، وأما الثاني فهو نازل؛ لكثرة الوسائط بينه وبين سفيان.

[ح وحدثنا هناد بن السري].

هو هناد بن السري أبو السري، وهو ثقة، أخرج له البخاري في (خلق أفعال العباد) ومسلم وأصحاب السنن.

[عن قبيصة].

هو قبيصة بن عقبة، وهو صدوق ربما خالف، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا أبو رجاء].

أبو رجاء، يقول عنه: الحافظ في التقريب: قيل هو الهروي، والإ فمجهول، أخرج له أبو داود.

[عن أبي الصلت].

أبو الصلت، قيل: شهاب الخراشي وإلا فمجهول.

يعني: أن النسبة لهذا غير محققة, لكن كما هو معلوم قبله طريقان.

[وهذا لفظ حديث ابن كثير ومعناهم].

أي: لفظ حديث ابن كثير في الطريق الأولى، ومعناهم، أي: معنى الطرق الأخرى.

[ثم قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر].

أي: وقد أجابه رحمة الله عليه بهذا الجواب العظيم، وبهذه الدرر التي تبين كيف كان سلف هذه الأمة، وكيف كانت سلامة معتقداتهم وسلامة ألسنتهم، وأنهم يتكلمون بالحق، ويتبعون النصوص، وليس كلامهم مبنياً على العقل، ولا علم الكلام المذموم، ولا على آراء الرجال، وإنما يتكلمون ويعولون على ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فهم يأخذون بالنقول، ويأخذون بالعقول الصحيحة التي تطابق النقول، وأما غيرهم فإنهم يعولون على المعقول، ويحرفون المنقول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015