شرح حديث (إن المسيح الدجال رجل قصير، أفحج جعد)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية قال: حدثني بحير عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، إن مسيح الدجال رجل قصير، أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليس بناتئة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور).

قال أبو داود: عمرو بن الأسود ولي القضاء].

قوله: [(إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا)].

يعني: أنه أكثر من ذكره حتى خشي ألا يعوا كل الكلام الذي قاله لهم لكثرته، ثم إنه بين شيئاً من أخباره ومن صفاته في هذا الحديث.

قوله: [(إن مسيح الدجال رجل قصير)].

هذا يدل على أنه رجل من بني آدم، وهو قصير ليس بالطويل، وهو مع قصره عظيم الخلقة كما في بعض الأحاديث.

قوله: [(أفحج)].

أي: أن هناك تباعداً بين رجليه عند المشي.

قوله: [(جعد)].

أي: أن شعره ليس بالسبط.

قوله: [(أعور مطموس العين)].

أي: أنه فاقد إحدى العينين.

قوله: [(مطموس العين ليس بناتئة ولا جحراء)].

أي: ليست بارزة ولا غائرة داخلة، وإنما هي بين ذلك.

قوله: [(فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور)].

يعني: أنه يدعي الألوهية فلا يفتنن أحداً بدعواه وبدجله وكذبه وتمويهه، والدليل على كذبه موجود في وجهه، وهو أنه أعور، وهذا نقص، ولو كان إلهاً لكمّل نفسه ولم يكن فيه هذا العيب والخلل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015