ذكر اغتسال المستحاضة من ظهر إلى ظهر من طرق أخرى وبيان الغلط فيها

[قال أبو داود: وروي عن ابن عمر وأنس بن مالك: (تغتسل من ظهر إلى ظهر)].

يعني: مثل ما جاء عن سعيد، والمسألة فيها قلب، والصواب: (من طهر) ولكنه تحول إلى (ظهر)، وهذا يسمونه تصحيفاً.

[وكذلك رواه داود وعاصم عن الشعبي، عن امرأته، عن قمير، عن عائشة رضي الله عنها، إلا أن داود قال: (كل يوم).

وفي حديث عاصم: (عند الظهر).

وهو قول سالم بن عبد الله والحسن وعطاء].

داود هو ابن أبي هند، وعاصم هو الأحول.

[عن الشعبي].

هو عمرو بن شراحيل.

[عن امرأته].

ما أدري ما اسمها.

[عن قمير، عن عائشة].

قد مر ذكرهما.

قوله: [إلا أن داود قال: كل يوم].

يعني: أضاف من ظهر إلى ظهر كل يوم.

قوله: [وفي حديث عاصم: عند الظهر].

يعني: أنه عند الظهر ومعلوم أن هذا كما قال أبو داود: انقلاب وتصحيف.

بدل ما كانت (طهر) انقلبت إلى (ظهر)، أو تحولت إلى (ظهر)، أو صحفت إلى (ظهر).

قوله: [وهو قول سالم بن عبد الله].

سالم بن عبد الله بن عمر، أحد فقهاء المدينة السبعة في عهد التابعين على أحد الأقوال الثلاثة.

[والحسن].

هو الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[وعطاء].

عطاء بن أبي رباح، مكي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[قال أبو داود: قال مالك: إني لأظن حديث ابن المسيب: (من ظهر إلى ظهر) إنما هو (من طهر إلى طهر)، ولكن الوهم دخل فيه، فقلبها الناس فقالوا: (من ظهر إلى ظهر).

ورواه مسور بن عبد الملك بن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع قال فيه: (من طهر إلى طهر) فقلبها الناس: (من ظهر إلى ظهر)].

مسور مقبول، أخرج له أبو داود وحده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015