[3828] ان الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة أَي تستاهل ان قسمي عبَادَة لدلالته على الإقبال عَلَيْهِ والاعراض عَمَّا سواهُ وَيُمكن إِرَادَة نَعته أَي الدُّعَاء لَيْسَ الا إِظْهَار التذلل قَالَهَا الطَّيِّبِيّ والحصر للْمُبَالَغَة
[3830] وامكر لي الخ قَالَ فِي النِّهَايَة مكر الله إِيقَاع بلائه باعدائه دون اوليائه وقِي هُوَ اسْتِدْرَاج العَبْد بالطاعات فيتوهم انها مَقْبُولَة وَهِي مَرْدُودَة وَالْمعْنَى الْحق مكرك باعدائي لأبي وَاصل الْمَكْر الخداع (زجاجة)
قَوْله إِلَيْك مخبتا أَي ملتجنا ومنصرفا اواها أَي تثير التاوه من الذُّنُوب والحوبة بِالْفَتْح الْإِثْم والذنب والسخيمة الحقد وَهَذَا الحَدِيث مسلسل بالتاريخ (إنْجَاح)
قَوْله إِلَيْك مخبتا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي خَاشِعًا مُطيعًا والاخبات الْخُشُوع والتواضع واخبت لله يخبت واصله من الخبت المطمئن من الأَرْض قَوْله اواها قَالَ فِي النِّهَايَة الاواه المتأوه المتضرع وَقيل هُوَ الْكثير الْبكاء وَقيل الْكثير الدُّعَاء وَقَوله منيبا قَالَ فِي النِّهَايَة الانابة الرُّجُوع الى الله تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ اناب ينيب انابة فَهُوَ منيب إِذا اقبل وَرجع وَقَوله واغسل حوبتي قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اثمى وَقَوله واسلل سخيمة قلبِي هِيَ الحقد فِي النَّفس أَي أخرجه (زجاجة)
قَوْله
[3831] وَأَنت الاخر هُوَ الْبَاقِي بعد فنَاء خلقه كُله ناطقه وصامته وَقَوله وَأَنت الظَّاهِر هُوَ الَّذِي ظهر فَوق كل شَيْء وَعلا عَلَيْهِ وَقيل هُوَ الَّذِي عرف بطرق الِاسْتِدْلَال الْعقلِيّ بِمَا ظهر لَهُم من اثار أَفعاله واوصافه وَقَوله وَأَنت الْبَاطِن هُوَ المحتجب من أبصار الْخَلَائق واوهامهم فَلَا يُدْرِكهُ بصر وَلَا يُحِيط بِهِ وهم وَقيل هُوَ الْعَالم بِمَا بطن يُقَال بطنت الْأَمر إِذا عرفت بَاطِنه (زجاجة)
قَوْله
[3834] تخَاف علينا فَإنَّك مَأْمُون عَن الضلال فَلَيْسَ هَذَا الدُّعَاء الا لتعليمنا أَو من قبلنَا على لسَانك وَلذَا لم يرد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُؤَاله بل صدقه واجابه بِمَا يَلِيق سُؤَاله (إنْجَاح)
قَوْله ان الْقُلُوب بَين أصبعين بحركات الْهمزَة فِي حركات الْبَاء والعاشر اصبوع كعصفور قَالَ الطَّيِّبِيّ أَرَادَ بهما صِفَتي الْجلَال والاكرام فبالاول يلهمها فجورها وَبِالثَّانِي يلهمها تقواها انْتهى وَقَوله من أَصَابِع الرَّحْمَن يقلبها قَالَ فِي النِّهَايَة الْأَصَابِع جمع أصْبع وَهِي الْجَارِحَة وَذَلِكَ من صِفَات الْأَجْسَام تَعَالَى الله عَن ذَلِك وتقدس واطلاقها عَلَيْهِ مجَاز كَالطَّلَاقِ الْيَد وَالْعين والسمع وَهُوَ جَار مجْرى التَّمْثِيل وَالْكِنَايَة عَن سرعَة تقلب الْقُلُوب وان ذَلِك أَمر مَعْقُود بمشية الله تَعَالَى وَتَخْصِيص ذكر الْأَصَابِع كِنَايَة عَن أَجزَاء الْقُدْرَة والبطش لِأَن ذَلِك بِالْيَدِ والاصابع اجزاؤها انْتهى
قَوْله
[3836] لَا تَفعلُوا كَمَا يفعل الخ وَذَلِكَ لِأَن الْأَعَاجِم يقومُونَ عِنْد مُلُوكهمْ وَهُوَ جَالس على السرير وَذَلِكَ مُتَعَارَف فِي بِلَاد الْهِنْد فَإِنَّهُم كَانُوا من أهل فَارس فاعتادوا بِمثل عَادَتهم والا فالقيام لتعظيم القادم ثَبت من عدَّة رِوَايَات كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَمُسلم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلَانْصَارِ قومُوا الى سيدكم حِين جَاءَ سعد بن معَاذ يَوْم قُرَيْظَة وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس مَعنا فِي الْمَسْجِد يحدثنا فَإِذا قَامَ قمنا قيَاما حَتَّى نرَاهُ قد دخل بعض بيُوت أَزوَاجه واما سَبَب كَرَاهَته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذَلِك كَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فلكمال التَّوَاضُع والموانسة مِنْهُم لَا للْحُرْمَة وَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد من سره ان يتَمَثَّل لَهُ الرِّجَال قيَاما فَليَتَبَوَّأ من النَّار فَقَالَ الْقَارئ هُوَ ان يقفوا بَين يَدَيْهِ قائمون لخدمته وتعظيمه من قَوْلهم مثل بَين يَدَيْهِ مثولا أَي انتصب قَائِما كَذَا ذكره بعض الشُّرَّاح وَالظَّاهِر انهم إِذا كَانُوا قَائِمين للْخدمَة لَا للتعظيم فَلَا بَأْس بِهِ كَمَا يدل عَلَيْهِ حَدِيث سعد قلت وَفِي قَوْله سره إِشَارَة الى ان الْمُعظم لَهُ إِذا كَانَ أَمر بذلك أَو يُعجبهُ ذَلِك فَلهُ ذَلِك الْوَعيد وان كَانَ للتأديب لَهُم أَو بِلَا ارادته فَلَيْسَ هُوَ دَاخِلا فِي هَذَا الْوَعيد كَمَا روى عَن أبي حَفْص الصُّوفِي رح ان اتِّبَاعه كَانُوا يقومُونَ وَهُوَ جَالس فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أدب الظَّاهِر عنوان أدب الْبَاطِن فَمَا يظنّ بذلك الشَّيْخ الْكَبِير السرُور بِهَذِهِ الْأَفْعَال (إنْجَاح)
قَوْله
[3837] وَمن نفس لَا تشبع أَي عَن حرص الدُّنْيَا وَمن دُعَاء لَا يسمع أَي لَا يُسْتَجَاب وَلَا يعْتد بِهِ فَكَأَنَّهُ غير مسموع (إنْجَاح)
قَوْله
[3838] من فتْنَة النَّار وَعَذَاب النَّار الخ المُرَاد من فتْنَة النَّار وفتنة الْقَبْر هِيَ مَا تودي الى عذابهما لَا الْعَذَاب لِئَلَّا يتَكَرَّر هَذَا حَاصِل مَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله