[254] فَالنَّار النَّار مبتداء خَبره مَحْذُوف أَي النَّار أولى بِهِ كَرَّرَه للتَّأْكِيد للإهتمام فِي الزّجر وَالله اعْلَم انجاح الْحَاجة قَالَ فِي الْأَطْرَاف كَذَا قَالَ أَي بن ماجة فِي سنَنه انْتهى وَقد أورد الحَدِيث فِي الْأَطْرَاف فِي تَرْجَمَة شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد لله بن عَمْرو وَالِد عَمْرو بن شُعَيْب عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَعَزاهُ الى أبي دَاوُد وَابْن ماجة نقل من خطّ شَيخنَا ويقرأون الْقُرْآن الخ أَي بِالْقِرَاءَةِ وَتَفْسِير الْآيَات وياتون الْأُمَرَاء لَا لحَاجَة ضَرُورِيَّة إِلَيْهِم بل لإِظْهَار الْفَضِيلَة والطمع لما فِي أَيْديهم من المَال والجاه فَإِذا قيل لَهُم كَيفَ يجمعُونَ بن التفقه والتقرب إِلَيْهِم يَقُولُونَ نأتي الْأُمَرَاء فنصيب أَي نَأْخُذ من دنياهم ونعتزلهم أَي نبعد عَنْهُم بديننا بِأَن لَا نشاركهم فِي اثم يرتكبونه قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يكون ذَلِك أَي لَا يَصح وَلَا يَسْتَقِيم مَا ذكر من الْجمع بَين الضدين ثمَّ مثل وَقَالَ كَمَا لَا يجتني أَي لَا يُؤْخَذ من القتاد بِفَتْح الْقَاف شجر كُله شوك الا الشوك لِأَنَّهُ لَا يُثمر الا الجرحة والألم فالاستثناء مُنْقَطع كَذَلِك لَا يجتنى أَي لَا يحصل من قربهم الا الْخَطَايَا وَهِي مضرَّة فِي الدَّاريْنِ (مرقاة)
قَوْله
[256] للقراء هُوَ بِضَم الْقَاف الرجل المتعبد يُقَال تقْرَأ تنسك أَي تعبد وَالْجمع القراؤن والقراء أَيْضا جمع قَارِئ مثل كَافِر وكفار (فَخر)
قَوْله يزورون الْأُمَرَاء من غير ضَرُورَة تلجئهم بهم بل طَمَعا فِي مَالهم وجاههم وَلذَا قَالَ بئس الْفَقِير على بَاب الْأَمِير وَنعم الْأَمِير على بَاب الْفَقِير فَإِن الأول مشْعر بِأَنَّهُ مُتَوَجّه الى الدُّنْيَا وَالثَّانِي مشير بِأَنَّهُ متقرب الى الْآخِرَة قَوْله الجورة جمع جَائِر أَي الظلمَة لِأَن زِيَارَة الْأَمِير الْعَادِل عبَادَة (مرقاة)
قَوْله
[257] صانوا الْعلم أَي حفظوه عَن المهانة بِحِفْظ أنفسهم عَن المذلة وملازمة الظلمَة ومصاحبة أهل الدُّنْيَا قَوْله لسادوا بِهِ أَي فاقوا بالسيادة وفضيلة السَّعَادَة بِسَبَب الصيانة والوضع عِنْد أهل الْكَرَامَة دون أهل الاهانة أهل زمانهم أَي كمالا وشرفا لِأَن من شَأْن أهل الْعلم ان يكون الْمُلُوك فَمن دونهم تَحت اقدامهم واقلامهم وطوع ارائهم واحكامهم قَالَ الله تَعَالَى يرفع الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَالَّذين اتوا الْعلم دَرَجَات مرقاه
قَوْله
[262] انه سمع الخ كَانَ أَبَا هُرَيْرَة خَافَ من نَفسه حرص الجاه وَالدُّنْيَا فتمنى أَنه لم يظْهر علمه لَاحَدَّ لَكِن لما نظر فِي وَعِيد الكتمان اختارا فشاءه على الكتمان لِأَنَّهُ من ابتلى ببليتين اخْتَار أهونهما وَلِهَذَا لَا يَنْبَغِي للْعَالم وَالْعَامِل ان يتركا اعمالهما بِسَبَب خوف الجاه والرياء وَلَكِن يجتهدان بليغا فِي الِاحْتِرَاز عَن هَذِه البلية الْعَظِيمَة وَلِهَذَا قَالُوا اعرف النَّاس بِاللَّه تَعَالَى اشدهم خشيَة وَخَوف أبي هُرَيْرَة عَن ذَلِك الْأَمر وشهيقه وغشية ثَلَاث مرار مَشْهُور (إنْجَاح)
قَوْله إِذا لعن الخ المُرَاد مِنْهُ أهل الْبَاطِل من الروافض والخوارج وَغَيرهم أَي من أدْرك هَذَا الزَّمَان فَعَلَيهِ إِظْهَار مَنَاقِب الصَّحَابَة وفضائلهم مثلا وَقد تصدى بهَا جمَاعَة من أَئِمَّة الْمُسلمين حَتَّى اسْتشْهد الامام أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ صَاحب السّنَن على إِظْهَار فَضِيلَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ حِين سَأَلَهُ رجل من المبتدعة حَيْثُ قَالَ أَلا تذكر فَضِيلَة مُعَاوِيَة فَقَالَ اما يَكْفِي لمعاوية ان يكون حَاله كفافأ واني لَهُ الْفَضَائِل بِجنب عَليّ رَضِي الله عَنهُ فجروه من الْمِنْبَر وضربوه ضربا شَدِيدا حَتَّى حمل الى بَيته وَمَات وَقتل وامتحن الامام أَحْمد بن حَنْبَل فِي فتْنَة خلق الْقُرْآن والعملاء الاخر قد ابتلوا ببلايا بِسَبَب التصنيف وَإِظْهَار الْحق لَا يكَاد حصرهم (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[264] من سُئِلَ عَن علم الخ قَالَ الْخطابِيّ هَذَا فِي الْعلم الَّذِي يلْزمه تَعْلِيمه إِيَّاه كمن رأى من يُرِيد الْإِسْلَام وَيَقُول عَلمنِي الْإِسْلَام وَكَمن رأى حَدِيث عهد بِالْإِسْلَامِ لَا يحسن الصَّلَاة يَقُول عَلمنِي كَيفَ أُصَلِّي وَكَمن جَاءَ مستفتيا فِي حَلَال وَحرَام يَقُول افتوني وارشدوني فَإِنَّهُ يلْزم فِي هَذِه الْأُمُور أَن لَا يمْنَع الْجَواب فَمن فعل كَانَ آثِما مُسْتَحقّا للوعيد وَلَيْسَ كَذَلِك فِي نوافل الْعُلُوم الَّتِي لَا ضَرُورَة بِالنَّاسِ الى مَعْرفَتهَا وَمِنْهُم من يَقُول هُوَ علم الشَّهَادَة (زجاجة)
قَوْله من سُئِلَ عَن علم وَهُوَ علم يحْتَاج اليه السَّائِل فِي أَمر وَنهي ثمَّ كتمه بِعَدَمِ الْجَواب أَو بِمَنْع الْكتاب الجم أَي ادخل فِي فَمه لجام لِأَنَّهُ مَوضِع خُرُوج الْعلم وَالْكَلَام قَالَ الطَّيِّبِيّ شبه مَا يوضع فِي فِيهِ من النَّار بلجام فِي فَم الدَّابَّة يَوْم الْقِيَامَة بلجام من النَّار مُكَافَأَة لَهُ حَيْثُ ألْجم نَفسه بِالسُّكُونِ فَشبه بِالْحَيَوَانِ الَّذِي سخر وَمنع من قصد مَا يُريدهُ فَإِن الْعَالم من شَأْنه ان يدعوا الى الْحق قَالَ السَّيِّد هَذَا فِي الْعلم اللَّازِم التَّعْلِيم كاستعلام كَافِر عَن الْإِسْلَام مَا هُوَ أَو حَدِيث عهد عَن تَعْلِيم صَلَاة حضر وَقتهَا وكالمستفتي فِي الْحَلَال وَالْحرَام فَإِنَّهُ يلْزم فِي هَذِه الْأُمُور الْجَواب لَا نوافل الْعُلُوم الْغَيْر الضرورةية (مرقاة)
قَوْله
[265] أَمر الدّين بدل من أَمر النَّاس يَعْنِي ان هَذَا الْوَعيد مُخْتَصّ بكتمان علم الدّين لَا النصائع الدُّنْيَوِيَّة لِأَن كتمان الْمَنَافِع الدُّنْيَوِيَّة جَائِز لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من اسْتَطَاعَ ان ينفع أحدا من الْمُسلمين فلينفعه فكتمان أهل الصناعات صناعاتهم مَمْنُوع أَيْضا وَلَكِن لَا بِهَذِهِ الْمرتبَة الَّتِي تسْتَحقّ بهَا هَذَا الْوَعيد بل أَهْون من كتمان الدّين وَأما مَا ينفع فِي الدُّنْيَا ويضر فِي الْآخِرَة فكتمانه مستحسن جدا (إنْجَاح)
قَوْله