[3003] اعْتَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربع عمر الخ أَقُول كَانَت إِحْدَاهُنَّ فِي ذِي الْقعدَة عَام الْحُدَيْبِيَة سنة سِتّ من الْهِجْرَة وصدوا فِيهَا فتحللوا وحسبت لَهُم عمْرَة وَالثَّانيَِة فِي ذِي الْقعدَة وَهِي سنة سبع وَهِي عمْرَة الْقَضَاء وَالثَّالِثَة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَهِي عَام الْفَتْح وَالرَّابِعَة مَعَ حجَّته وَكَانَ احرامها فِي ذِي الْقعدَة وأعمالها فِي ذِي الْحجَّة وَفِي الْعَيْنِيّ قَالَ بن حبَان فِي صَحِيحه ان عمْرَة الْجِعِرَّانَة كَانَت فِي شَوَّال قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ وَلم ينْقل ذَلِك أحد غَيره فِيمَا علمت وَالْمَشْهُور انها فِي ذِي الْقعدَة وَأما قَول بن عمر ان إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب فقد انكرته عَائِشَة وَسكت بن عمر حِين انكرته قَالَ الْعلمَاء هَذَا يدل على انه اشْتبهَ عَلَيْهِ أَو نسي أَو شكّ وَلِهَذَا سكت عَن الْإِنْكَار على عَائِشَة فَهَذَا الَّذِي ذكرته هُوَ الصَّوَاب وَأما القَاضِي عِيَاض فَقَالَ ذكر بن عَبَّاس وَكَذَا أنس ان الْعمرَة الرَّابِعَة كَانَت مَعَ حجَّته فَيدل على انه كَانَ قَارنا وَقد رده كثير من الصَّحَابَة قَالَ وَقد قُلْنَا ان الصَّحِيح ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُفردا أَو هَذَا يرد قَول بن عَبَّاس وَأنس وَردت عَائِشَة قَول بن عمر رَضِي قَالَ فَحصل ان الصَّحِيح ثَلَاث عمر وَلَا يعلم للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمار الا مَا ذَكرْنَاهُ وَاعْتمد مَالك فِي الْمُوَطَّأ على انهن ثَلَاث عمر هَذَا كَلَام القَاضِي وَهُوَ قَول بَاطِل وَالصَّوَاب انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمر أَربع عمر كَمَا صرح بِهِ بن عَبَّاس وَابْن عمر وَأنس وجزموا الرِّوَايَة بِهِ فَلَا يجوز رد روايتهم بِغَيْر جازم وَأما قَوْله ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حجَّة الْوَدَاع مُفردا لَا قَارنا فَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل الصَّوَاب ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُفردا فِي أول احرامه ثمَّ احرم بِالْعُمْرَةِ فَصَارَ قَارنا وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل قَالَ الْعلمَاء وَإِنَّمَا اعْتَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه الْعُمر فِي ذِي الْقعدَة لفضيلة هَذَا الشَّهْر ولمخالفة الْجَاهِلِيَّة فِي ذَلِك فَإِنَّهُم كَانُوا يرونه من افجر الْفُجُور فَفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّات فِي هَذِه الْأَشْهر ليَكُون بَالغ فِي بَيَان جَوَازه فِيهَا وأبلغ فِي ابطال مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ نووي مَعَ زِيَادَة
[3009] فِي وَادي نمرة وَهِي كفرحة يَعْنِي بِكَسْر ثَانِيَة وَفتح أَوله مَوضِع بِعَرَفَات أَو الْحَبل الَّذِي عَلَيْهِ انصاب الْحرم عَليّ يَمِينك خَارِجا من المازيين تُرِيدُ الْموقف ومسجدها مَعْرُوف كَذَا فِي الْقَامُوس إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3011] كُنَّا وقوفا فِي مَكَان نباعده أَي نظن مَكَان وقوفنا بَعيدا من موقف الامام وَفِي التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد ويباعده عمر وَمن موقف الامام جدا كَذَا فِي بعض الْحَوَاشِي قَوْله فَأَتَانَا بن مربع بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا مُوَحدَة مَفْتُوحَة ذكره فِي تَرْجَمَة زيد بن مربع وَقَالَ صَحَابِيّ أَكثر مَا يَجِيء مُبْهما وَقيل اسْمه يزِيد وَقيل عبد الله (إنْجَاح)
قَوْله
[3013] دَعَا لامته عَشِيَّة عَرَفَة الخ العشية من الزَّوَال الى غرُوب الشَّمْس وَهَذَا الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور نَحوه وللحافظ بن حجر كتاب مؤلف سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج رد فِيهِ على بن الْجَوْزِيّ حَيْثُ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَأورد فهيه شَوَاهِد للْحَدِيث تَقْتَضِي قوته فَليُرَاجع حَاشِيَة السُّيُوطِيّ كَذَا ذكره بعض المحشين (إنْجَاح)
قَوْله دَعَا لامته عَشِيَّة عَرَفَة الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله بكنانة فَإِنَّهُ مُنكر الحَدِيث جدا ورد عَلَيْهِ الْحَافِظ بن حجر فِي مؤلف سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج قَالَ فِيهِ حكم بن الْجَوْزِيّ على هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع مَرْدُود فَإِن الَّذِي ذكره لَا ينتهض دَلِيلا على كَونه مَوْضُوعا وَقد اخْتلف قَول بن حبَان فِي كنَانَة فَذكره فِي الثِّقَات وَذكره فِي الضُّعَفَاء وَذكر بن مندة انه قيل ان لَهُ روية من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَولده عبد الله فِيهِ كَلَام بن حبَان أَيْضا وكل ذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ بل غَايَته ان يكون ضَعِيفا ويعتضده بِكَثْرَة طرقه وَهُوَ بمفرده يدْخل فِي حد المحسن على رَأْي التِّرْمِذِيّ وَلَا سِيمَا بِالنّظرِ فِي مَجْمُوع طرقه وَقد اخْرُج أَبُو دَاوُد فِي سنَنه طرفا مِنْهُ وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ صَالح عِنْده وَأخرجه الْحَافِظ غياث الدّين الْمَقْدِسِي فِي الْأَحَادِيث المختارة مَا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد ان أخرجه فس شعب الْإِيمَان هَذَا الحَدِيث لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة قد ذَكرنَاهَا فِي كتاب الْبَعْث فَإِن صَحَّ شواهده فَفِيهِ الْحجَّة وان لم يَصح فقد قَالَ الله تَعَالَى وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء وظلم بَعضهم بَعْضًا دون الشّرك وَقد جَاءَ لهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد فِي أَحَادِيث صِحَاح انْتهى مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[3014] مَا من يَوْم أَكثر الخ قَالَ أَبُو الْبَقَاء أَكثر مَرْفُوع وَصفا ليَوْم على الْموضع لِأَن تَقْدِيره مَا يَوْم وَمن زَائِدَة وعبدا نَصبه بيعتق وَالتَّقْدِير مَا يَوْم أَكثر عتقا من هَذَا الْيَوْم وَيكون عبدا على هَذَا جِنْسا فِي مَوضِع الْجمع أَي من ان يعْتق عبيدا وَيجوز ان يكون التَّقْدِير أَكثر عبدا يعتقهُ الله فعبدا مَنْصُوب على التميز بِأَكْثَرَ وَمن زَائِدَة وموضعه نعت لعبد وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ روينَا أَكثر رفعا ونصبا فرفعه على التميمية ونصبه على الحجازية وَهُوَ فِي الْحَالين خبر لَا وصف والمجروران بعده مبينان فَمن يَوْم عَرَفَة يبين الأكثرية مَا هِيَ وَمن ان يعْتق يبين الْمُمَيز وتقديرالكلام مَا يَوْم أَكثر من يَوْم عَرَفَة عتقا من النَّار وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مَا بِمَعْنى لَيْسَ واسْمه يَوْم وَمن زَائِدَة وَأكْثر خَبره وَمن الثَّانِيَة أَيْضا زَائِدَة وَمن يَوْم عَرَفَة مُتَعَلق بِأَكْثَرَ أَي لَيْسَ يَوْم أَكثر عتاقه فِيهِ من يَوْم عَرَفَة قَوْله وَأَنه ليدنو قَالَ الْبَيْضَاوِيّ لما كَانَ الْحَج عَرَفَة وَالْحج يهدم مَا قبله كَانَ مَا فِي عَرَفَة من الْخَلَاص عَن الْعَذَاب وَالْعِتْق من النَّار أَكثر مَا يكون فِي سَائِر الْأَيَّام وَلما كَانَ النَّاس يَتَقَرَّبُون الى الله تَعَالَى فِي ذَلِك الْيَوْم بأعظم القربات وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ابر بهم والطف مِنْهُ فِي سَائِر الْأَيَّام عبر عَن هَذَا الْمَعْنى بالدنو مِنْهُم فِي الْموقف أَي يدنو مِنْهُم بفضله وَرَحمته قَوْله ثمَّ يباهي بهم الْمَلَائِكَة أَي يفاخر بهم وَالْمعْنَى انه يُحِلهُمْ من قربه وكرامته مَحل الشَّيْء المباهي بِهِ انْتهى (زجاجة)
قَوْله لَيْلَة جمع وَهِي اللَّيْلَة الْعَاشِرَة وَالْجمع علم للمزدلفة اجْتمع فِيهَا ادم وحوا لما اهبطا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3015] قَالَ الْحَج عَرَفَة يَعْنِي ان الرُّكْن الْأَعْظَم لِلْحَجِّ هوالوقوف بهَا كَأَنَّهَا هِيَ الْحَج فَإِن إِدْرَاك الْحَج مَوْقُوف على إِدْرَاك الْوُقُوف بهَا حَتَّى ان من اخر الْوُقُوف بهَا حَتَّى خرج وقته فقد فَاتَهُ الْحَج بِخِلَاف سَائِر احكامه فبتأخيرها لَا يفوت الْحَج (إنْجَاح)
قَوْله