اصدق منقول من الأخبار.
ثم بعد ذلك ما نقله المؤرخون، ولكن يجب أن تكون مما نقله المؤرخون على حذر، لان غالب كتب التاريخ ليس لها اصل وليس لها إسناد، وإنما هي أخبار تتناقل بين الناس، فيجب الحذر كل الحذر منها، وأن يحرص الإنسان على أن يتتبعها برفق، ثم هذه الأخبار الواردة في غير الكتاب والسنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما شهد شرعنا ببطلانه، فهذا يجب رده وبيان خطئه وكذبه حتى يكون الناس منه على بصيرة.
القسم الثاني: ما أيده القران والسنة، فهذا يقبل بشهادة القران والسنة له بالصحة.
القسم الثالث: ما لم يؤيده القران ولا السنة، فهذا يتوقف فيه، لان الأمم السابقة ليس بيننا وبينهم إسناد متصل حتى يمكن أن نعرف صحة ما نقل عنهم، ولكنه ينقل، وتكون أخبار إسرائيلية، ينظر فيها، ولكن يتوقف فيها فلا تقبل ولا ترد هذا هو العدل.
ثم أشار المؤلف_ رحمه الله، إلى الحديث السابق، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (0 الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني))
الكيس: هو الحازم الفطن المتنبه المنتهز للفرص، هو الذي يدين نفسه، أي يحاسبها، فينظر ماذا أهمل من الواجب وماذا فعل من المحرم،