أعد الله لهم من النعيم وأعلاه النظر إلى وجه الله وقال تعالى {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} والمزيد هو الزيادة التي قال الله تعالى فيها {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} والتي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى وجه الله تعالى وقال تعالى {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} فقوله {لا تدركه الأبصار} يدل على أن الأبصار تراه ولكنها لا تدركه لأنه جل وعلا أعظم من أن تدركه الأبصار فهذه خمس آيات في كتاب الله كلها تدل على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة ولا ينكر هذا إلا ظالم فنسأل الله تعالى أن يهديه إلى الحق أو أن يحرمه لذة النظر إلى وجهه لأنه لا ينكر هذا إلا معاند إذ إن الآيات واضحة أما الأحاديث فإنها متواترة كما قال الناظم
مما تواتر حديث من كذب ... ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية وشفاعة والحوض ... ومسح خفين وهذه بعض
رؤية يعني رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته وقال إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب والأحاديث كثيرة جدا من أحب أن يطلع عليها فليرجع إلى كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم رحمه الله