لتبيننه للناس ولا تكتمونه فمتى أعطاك الله علما فإنه قد عهد إليك أن تعمل به وعلى وعدك أي تطبيق وعدك ما وعدت أهل الخير من الخير وما وعدت أهل الشر من الشر ولكن أنا على وعدك أي في الخير لأنك في هذه الكلمات تتوسل إلى الله عز وجل أعوذ بك من شر ما صنعت يعني أنت تعوذ بالله من شر ما صنعت لأن الإنسان يصنع خير فيثاب ويصنع شرا فيعاقب ويصنع الشر فيكون سببا لضلاله كما قال الله تعالى {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} فأنت تتعوذ بالله من شر ما صنعت ثم أبوء لك بنعمتك علي يعني أعترف بنعمتك العظيمة الكبيرة التي لا أحصيها وأبوء بذنبي أعترف به فاغفر لي هذا الذنب إنك أنت الغفور الرحيم فاحرص على حفظ هذا الدعاء وحافظ عليه صباحا ومساء إن مت من يومك فأنت من أهل الجنة وإن مت من ليلتك فأنت من أهل الجنة ثم ذكر أحاديث أخرى منها حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام إذا انصرف يعني إذا سلم أول ما تبدأ بعد أن تسلم من الفريضة تقول أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاث مرات كيف تقول أستغفر الله وأنت صليت أديت طاعة لأن طاعتك هذه لا تخلو من نقص وخلل فتستغفر الله تعالى مما حصل فيها من خلل ونظير ذلك أن المجتهدين المتهجدين في الليل إذا فرغوا