في العقد ومن شر حاسد إذا حسد} وتأمل تناسب هذه الآيات الثلاثة {ومن شر غاسق إذا وقب} الليل لأن البلاء يكون فيه خفيا والسحر كذلك خفي والعين كذلك خفية فنستعيذ برب الفلق الذي يفلق الإصباح حتى يتبين ويفلق النوى حتى يظهر ويبرز فهذه من مناسبة المقسم به والمقسم عليه.
أما {قل أعوذ برب الناس} فهي السورة الأخرى أيضا التي بها الاستعاذة بالله عز وجل {قل أعوذ برب الناس ملك الناس} فهو الرب الملك ذو السلطان الأعظم الذي لا يمانعه شيء ولا مبدل لكلماته جل وعلا {ملك الناس إله الناس} أي معبودهم الذي يعبد بحق فلا معبود حق إلا الله عز وجل {من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس} هذه وساوس الصدور التي يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم وما أكثر ما يلقي الشيطان في هذا العصر من الوساوس العظيمة التي تقلق الإنسان وسبحان الله العظيم الدنيا اسم على مسمى دنيئة لا تتم من وجه إلا نقصت من وجوه ترفنا في هذه الأيام في هذا العهد لا يوجد نظير فيما سبق النعم متوافرة والأموال والبنون وكل شيء والترف الجسدي ظاهر لكن كثرت في الناس الآن كثرة الوساوس والأمراض النفسية والبلاء حتى لا تتم الدنيا فيركن الإنسان إليها لأن الدنيا لو تمت من كل وجه أنست الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها