إلى أرذل العمر ويصير كالصبي كما يوجد هذا في الحوادث يوجد أحد يصاب بحادث فيختل مخه ثم يكون كالصغير أو أن يكون ذلك عن كبر وهو الوجه الثاني لأن الإنسان كلما كبر إذا استوى وبلغ أربعين سنة بدأ يأخذ في النقص ولكن الناس يختلفون أحد ينقص كثيرا وأحد ينقص قليلا قليلا لكنه لابد أن ينقص إذا بلغ الأربعين فقد استوى وكمل والشيء إذا استوى وكمل أخذ في النقص.
فمن الناس من يرد إلى أرذل العمر في قواه الحسية وقواه العقلية فيضعف بدنه ويحتاج إلى من يحمله ويوضئه ويوجهه وما أشبه ذلك أو عقليا بحيث يهذي ولا يدري ما يقول فالرد إلى أرذل العمر يشمل هذا وهذا ما كان بحادث وما كان بسبب تقادم السن به ثم إن الإنسان إذا وصل إلى هذه الحال نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منها فإن أهله يملونه أهله الذين هم أشفق الناس به يتعبون منه ويملونه وربما يتركونه في مكان تتكفل به الحكومة مثلا وهذا لا شك أن الإنسان لا يرضاه ولا يرضى لنفسه أن يصل إلى هذا الحد وتسقط أيضا عنه الصلاة ويسقط عنه الصوم وتسقط عنه الواجبات لأنه وصل إلى حد يرتفع عنه التكليف.
وأعوذ بك من فتنة الدنيا وما أعظم فتنة الدنيا وما أكثر المفتونين في الدنيا لاسيما في عصرنا هذا وعصرنا هذا هو عصر الفتنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم وهذا هو