على امتثال الأمر {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} الصلاة والسلام {صلوا عليه} أي ادعوا الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى {وسلموا تسليما} أي ادعوا الله أن يسلمه تسليما تاما ومما يسلمه في حياته يسلمه من الآفات الجسدية والآفات المعنوية وبعد موته من الآفات المعنوية بمعنى أن تسلم شريعته من أن يقضى عليها قاض أو ينسخها ناسخ وكذلك الجسد لأنه ربما يعتدي عليه بعد موته في قبره كما يأتي في قصة مشهورة أن رجلين أرادا أن يستخرجا جسد النبي صلى الله عليه وسلم فنزل المدينة رجلان غريبان نزلا المدينة وبدءا يحفران من تحت الأرض حفرة يحفران من تحت الأرض حتى يتوصلا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيأخذا جسده الشريف فبقيا على ذلك مدة فأريا أحد الملوك في المنام أن رجلين يحفران ليصلا إلى جسد النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذاه فاهتم بذلك اهتماما عظيما ثم ارتحل إلى المدينة ارتحل إلى المدينة وصل المدينة فمن أين يعلم هذين الرجلين كيف يتوصل إلى معرفتهما فقال لأمير المدينة ادع لي جميع أهل المدينة لأنه في المنام إما وصفا له أو رآهما في المنام وعرفهما فقال ادع لي أهل المدينة فدعاهم أطعمهم ومشوا ما رأى الرجلين فقال ادع لي أهل المدينة دعاهم أظن مرتين أو ثلاث ولم ير الرجلين والرؤيا التي رآها حق لابد أن يكون هذا قال أين أهل المدينة قالوا ما في أحد في رجلين غريبين في المسجد يعني ليس لهما قيمة قال أحضرهما فجيء بهما فإذا هما اللذان رآهما في المنام فعرفهما ثم أمر بأن يحفر حفرة على جوانب الحجرة التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تكون