وقوله سبحانه {بأحسن منها} يشمل الأحسن نوعا والأحسن كما والأحسن كيفية فمثلا إذا قال السلام عليك فقلت أهلا ومرحبا بأبي فلان حياك الله وبياك تفضل فهذا لا يجزئ ولو قلته ألف مرة لن ينفع وكنت آثما لأنك لم ترد بأحسن ولا بالمثل فهو عندما قال السلام عليك يدعو لك بالسلام مع التحية فإذا قلت أهلا ومرحبا فهذه تحية بلا دعاء فلابد أن تقول أحسن منها نوعا أحسن منها كما أو مثلها وإذا قال: السلام عليك ورحمة الله فقلت عليك السلام فهذا لا يجوز لأنك ما رددت بأحسن ولا بالمثل لابد أن تقول كما قال كذلك أحسن منها كيفية فإذا سلم عليك بصوت واضح مرتفع لا ترد عليه بطرف أنفك ومن ذلك أيضا: إذا سلم عليك وقد أقبل إليك بوجهه فسلمت عليه معرضا عنه مصعرا خدك له فهذا أيضا نقص لم تردها ولم ترد بأحسن منها وظاهر هذه الآية الكريمة أنه لو حياك رجل من الكفار قال السلام عليك بعبارة واضحة فقلت وعليك السلام فلا بأس بها لأنك رددت بالمثل وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب