الرد على المحتج ببشارة الرسول لأصحابه بالجنة على سقوط التكليف

Q كيف نرد على من يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لأحد من الصحابة: إنه سقط عنه التكليف، لكن قد بشرهم بالجنة؟!

صلى الله عليه وسلم لما بشرهم الرسول بالجنة لم يتركوا العمل؛ لأنهم لم يفهموا من بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة أنه سقط عنهم العمل، وفي قصة حاطب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وما أدراك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شتم فقد غفرت لكم)، فليس المقصود بقوله: (اعملوا ما شئتم) فيما سيأتي، وإنما المقصود أن هذا العبد بلغ من التوحيد والإيمان ما لو عمل من المعاصي غير الكفر لكانت هذه المعاصي لا تزن شيئاً مع أعماله الصالحة، ولهذا فإن من قال لهم رسول الله هذا القول -مثل: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - ما تركوا الصلاة، ولا تركوا الصيام، ولا تركوا الحج، وما فهموا أن كلام الرسول عندما بشرهم بالجنة: اتركوا هذه الأعمال، أو: إنها ليست واجبة عليكم، أو: إن التكليف سقط، فلم يفهموا هذا، وإنما فهموا أنهم بعملهم الصالح سيصلون إلى الجنة بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015