يقول شيخ الإسلام رحمه الله: [ثم الكتاب والسنة إما أن يحرفوا القول فيهما عن مواضعه، وإما أن يعرضوا عنه بالكلية، فلا يتدبرونه، ولا يعقلونه، بل يقولون: نفوض معناه إلى الله مع اعتقادهم نقيض مدلوله].
هنا ربط الشيخ بين بدع الصوفية وبين بدع أهل الكلام في تعاملهم مع القرآن والسنة، فإن الصوفية عندما يعترض عليهم بالقرآن والسنة فيما يقومون به من أعمال وما يصلون إليه من كشوفات وأذواق يقولون: هذه الأذواق وهذه الكشوفات مقدمة على القرآن والسنة.
وقد نص على ذلك الغزالي في إحياء علوم الدين، وقال: إذا عارض الكشف الكتاب أو السنة فإنه يؤول بما يوافق الكشف! وكأن الكشف عندهم أصدق من القرآن والسنة، ولو أنهم قالوا: إن الكشف يؤول بما يوافق الكتاب والسنة لقلنا: حتى هذا ففيه إضعاف لمقدار الكتاب والسنة.